فاعلون ينتقدون الإهمال الكبير للمعالم الأثرية ويطالبون بإنشاء وكالة لحماية تراث العاصمة الإسماعيلية

فاعلون ينتقدون الإهمال الكبير للمعالم الأثرية ويطالبون بإنشاء وكالة لحماية تراث العاصمة الإسماعيلية

طالب متدخلون  في لقاء نظمته ولاية جهة مكناس – تافيلالت ، مساء اليوم الخميس ،بإشراف والي الجهة محمد قادري، في سياق النقاش الذي أطلقه الوالي الجديد بخصوص وضع مخطط مكناس الكبير للتنمية، بإنشاء وكالة لحماية تراث مدينة مكناس مسجلين بامتعاض تدمير بناية مسرح الريجان باعتبارها من البنايات التاريخية التي تعود إلى فترة الاستعمار وجزء من الإرث الحضاري للعاصمة الإسماعيلية والتي يعود تاريخ إنشائها إلى عام 1912 ، وقال المهندس المعماري إسماعيل أكجني : " لا حضارة دون تراث، لا حضارة دون ثقافة، ولا حضارة دون جودة في الحياة داخل المدينة " مشيرا إلى أنه ورغم اعتراف اليونسكو بمدينة مكناس كتراث عالمي فإنها لم تنجح لحد الآن في حماية موروثها الثقافي من الاندثار، مقدما على سبيل المثال بناية مسرح الريجان التي دمرت بالكامل والتي لا يمكن بتاتا بنائها من جديد منتقدا تدمير الماضي والتاريخ من أجل بناء أشياء فظيعة، وطالب أكجني بأولوية وضع سياسة ثقافية لصيانة الموروث الثقافي للعاصمة الإسماعيلية، التي تتوفر على تاريخ غني لم يتم توظيفه بشكل جيد بالخارج،  وأضاف " نقترح وضع التراث في قلب السياسة الثقافية لمدينة مكناس " ، كما دعا الى وضع سياسة واضحة لتعزيز هوية مدينة مكناس وتأهيل فضاءاتها التاريخية وإقامة فضاءات للترفيه والرياضة وألعاب الأطفال حتى لا يضطر المكناسيون الذهاب إلى مدن أخرى لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، علما أن مكناس تتوفر على مناظر طبيعية خلابة ، من قبيل وادي بوفكران الذي يخترق المدينة، مما يجعل مدينة مكناس المدينة الوحيدة التي تحظى بهذا المؤهل الطبيعي بالمغرب والذي ينبغي استغلاله إلى جانب باقي مؤهلاتها الطبيعية والتاريخية (مدينة مولاي ادريس زرهون أقدم حاضرة في تاريخ المغرب، مدينة وليلي الرومانية..) والتي تجعل منها مدينة سياحية بامتياز.

كما دعا المشاركون في اللقاء الذي احتضنه المركب الإداري للأوقاف إلى تأهيل منطقة باب الخميس والذي يعد من أشهر المعالم التاريخية والذي يقع بالقرب من المحطة الطرقية الوحيدة للمدينة، وخلق حدائق و فضاءات للترفيه، متسائلين عن سبب إغلاق الحديقة المعلقة الواقعة بالقرب من صهريج السواني والتي ظلت مفتوحة في وجه السياح وزوار المدينة قبل أن تغلق بشكل مفاجئ وسط حديث عن كونها مهددة بالإنهيار، إذ تم تأهيل وإصلاح الإسطبلات التاريخية للمولى اسماعيل دون أن تفتح الحديقة المعلقة التي تعد من أجمل المواقع التاريخية بمدينة مكناس، إلى جانب تنشيط فضاء حوض صهريج السواني وإعادة الاعتبار إليه كمنشأة تاريخية تعود إلى فترة حكم المولى اسماعيل، كما دعا آخرون إلى تأهيل حدائق الحبول التي يعود تاريخ إنشائها إلى عام 1920 كحديقة للحيوانات قبل أن تطالها أيادي العابثين وتتحول إلى حديقة مهجورة، وهي الحديقة التي تحتل قلب مكناس النابض بين المآثر التاريخية للمدينة القديمة والرؤية البانورامية للمدينة الحديثة( حمرية ) وتجمع بين الهندسة المغربية الأندلسية والمسحة الأوروبية الحديثة.

كما قدمت خلال اللقاء اقتراحات غنية تهم إعادة الاعتبار لمحطة القطار الأمير عبد القادر باعتبارها أول بناية أنشأتها سلطات الحماية بحمرية عام 1912، إضافة إلى إنشاء متحف للطيران علما أن مكناس كانت تضم أول نادي سياحي للطيران بالمغرب يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1929 .