لعملية عاصفة الحسم نتيجتان، الأولى مبكرة والثانية منتظرة حتى نهاية العملية العسكرية.. ما يهمنا اليوم هو ما تحصل من نتيجة أولية تمثلت في انتصار سياسي مبكر حيث انقلبت معادلة القوى في المنطقة لصالح المملكة العربية السعودية التي تقود التحالف العربي الإسلامي ضد الانقلابيين الحوثيين في اليمن، وانكشفت إيران التي كانت قبل هذه الحرب وهْماً وهَماً كبيرين في المنطقة تتمدد وتتوغل وتدعم وتتحرك عسكريا في العراق وسورية واليمن.
اللغة السياسية للسعودية أيضا اتسمت بالحزم، ولو تابعنا كلمات الأمير سعود الفيصل عن روسيا وحديث السفير السعودي في واشنطن عن القنبلة النووية وزيارات زعماء العالم للرياض كل هذا وذاك يؤكد أن السياسة السعودية اليوم هي سياسة الصقور، سياسة حسم ومواجهة وإصرار على تحقيق الهدف.
ونتوقف عند الإعلان السعودي الرسمي نحو البدء ببناء القنبلة النووية في حال فشل المفاوضات الغربية بشأن السلاح النووي الإيراني، هذا الكلام له أهميته السياسية والأمنية الضاغطة على الغرب وله أثره الشديد على صانع القرار في طهران، فالسعودية التي أصبحت تقود تحالف الرعب ضد الحوثيين ومن يقف وراءهم ويدعمهم تسعى لأن تصبح قوة نووية جديدة في المنطقة، قوة رادعة تقلب ميزان القوى لصالحها.
ويبدو أن خبر القنبلة النووية السعودية أحدث تأثيره قبل تصنيعها، فأربك حسابات إيران التي لم تعد تستهين بقوة السعودية بعد أن رأت الحزم والحسم على الأرض، وهو ما كان آخر ما تتوقعه في ظل الخمول العربي السابق والروح الانهزامية التي توهمت القوة الإيرانية المهيمنة.
الحديث النووي السعودي وقعه على طهران أكبر وأكثر تأثيراً من حرب عاصفة الحزم في اليمن، لأن إيران تدرك أن المشروع النووي السعودي إن حصل فهو سيكون متحداً مع السلاح النووي الباكستاني، ما يؤدي إلى اختلال التوازن النووي في الشرق الأوسط فتفقد إيران أهمية تسلحها النووي في المنطقة، وبالتالي تنهار كقوة تتمدد بلا رادع.
(عن موقع "الآن" الخليجي - العنوان من اختيار "أنفاس بريس")