الدار البيضاء الجنوبية قطب أكاديمي يجمع طلبة المغرب

الدار البيضاء الجنوبية قطب أكاديمي يجمع طلبة المغرب

تعد الدار البيضاء الجنوبية أو منطقة “طريق الجديدة” واحدة من أهم الأقطاب الأكاديمية في المغرب، فهي تستقبل كل سنة آلاف الطلاب والطالبات في مختلف التخصّصات.

كانت منطقة طريق الجديدة تعاني العزلة عن باقي مناطق العاصمة الاقتصادية بسبب بعدها عن وسط المدينة وقلّة وسائل النقل المؤدية إليها، إلى غاية قدوم القطار الكهربائي الذي حلّ الكثير من مشاكل الطلبة، وصار شريانا يربط بين المنطقة الجامعية ومختلف نقاط المدينة. كلية الحقوق والاقتصاد والعلوم الاجتماعية، المدرسة الوطنية العليا للكهرباء والميكانيك، المدرسة الحسنية للمهندسين، المدرسة العليا للتكنولوجيا، المدرسة العليا للنسيج والألبسة، المدرسة العليا للأساتذة ومدارس التكوين البحري، كلّها موجودة هنا.. بناياتها متقاربة العلو، مختلفة التصميم، تستقبل كلّ بناية منها آلاف الطلبة.

المدرسة العليا للتكنولوجيا تعدّ من أبرز المدارس التي يتطلّع الشباب المهتمّون بالمهن التقنية إلى الدراسة فيها. أما المكتبة الجامعية “محمد السقاط”، صاحبة البناية الأكثر تألقا.. فأنشئت عام 2005، وتتميّز برصيد ضخم من المراجع، يتوزّع بين مخطوطات أهدتها مؤسسة السقاط للمكتبة وكتب ودوريات ومطبوعات حجرية وغيرها من الوثائق في جميع التخصصات، فضلا عن الفهارس الإلكترونية. وفي مجال التكوين التقني نجد المدرسة الوطنية العليا للكهرباء والميكانيك، المعروفة اختصارا بـ“إنسيم”، فهي تكوّن سنويا مهندسين متخصّصين في الهندسة الكهربائية والميكانيكية. كما تعد من بين أهمّ المدارس العليا، نظرا لتعدد الاختصاصات. ومن تكوين الطلبة إلى تكوين الأساتذة، حيث توجد جنبا إلى جنب مع “إنسيم” المدرسة العليا للأساتذة، وهي بناية تظهر عليها علامات القدم، إذ يبدو شكلها متواضعا.

وأمام المدارس الثلاث علا مشروع سكني من نوع خاص، سكانه من الطلبة فقط، وسمي “بيت الحكمة”.. صمم المبنى بشكل حديث متخذا موقعا استراتيجيا وسط المنطقة. غير بعيد عن هذا المكان ترتسم “كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية”، لتكوين أصحاب المهن القانونية كالقضاء والمحاماة، فضلا عن الأساتذة والمساعدين الاجتماعيين وسائر الكوادر..

وتبقى المدرسة العليا للمهندسين الأبعد من كل المدارس في هذا المركز الجامعي الضخم، غير أنّها تعد الأكثر حيوية، إذ تعقد بها على مدار السنة لقاءات ودورات تكوينية، وتستضيف شخصيات ثقافية وسياسية بارزة.

ورغم الكمّ الهائل من الطلبة، فإنّه لا توجد بالمنطقة مطاعم ومحلات وجبات خفيفة كثيرة، بل يوجد بها عدد محدود من المحلات تتخذ شكل الأكشاك، وتقدم وجبات تتناسب أثمانها ومصروف الدارسين.

فاطمة الزهراء كريم الله/ العرب اللندنية