يشتكي فلاحو الجماعة القروية "جاقما"، التابعة لإقليم برشيد ودوار الرحيحات بالتحديد الذي لا يبعد عن مدينة برشيد سوى بثلاث كيلومترات فقط، من هجمات الخنازير البرية التي باتت تهدد حقولهم الزراعية، وخاصة المستغلة منها في إنتاج البطاطس.
وعبر الفلاحون المتضررون عن مخاوفهم من جراء التخريب الذي أصبح يلاحق مزروعاتهم، والتي اكتسحتها الخنازير المتواجدة بكثرة في هذه المنطقة، ما يشكل خطرا على سلامة الساكنة، وخاصة العاملة منها في تلك الحقول.. وهو ما اضطر معه الفلاحون المتضررون إلى بعث نداء استغاثة مستعجل إلى الجهات المسؤولة قصد التدخل لوضع حد لهجوم هذه الحيوانات قبل أن يستفحل الوضع المقلق الذي يثير الهلع في نفوس ساكنة الدوار المنكوب.
هذا وقد أكد مصدر مطلع لـ "أنفاس بريس"، زار المنطقة ووقف على حجم الخسائر بالحقول المتضررة، بأنه سمع لشهادة مجموعة من العمال تفاجأوا، عندما كانوا على متن جرار يقومون برش الحقول بالمبيدات ضد الحشرات الطفيلية، بوجود أنثى خنزير السبت الماضي بأحد الحقول وقد دمرت جزءا كبيرا منه هي وسبعة من أبنائها (خنانيصها).. وهو ما اضطر معه العاملون إلى إنهاء مهمتهم دون إتمامها، والرجوع على أعقابهم وقد أصابهم الفزع وهالهم ما رأوه بأم أعينهم.. وقد تمكن أحدهم مع ذلك من القبض على خنزير صغير (خنوص) من القطيع، ووضعه داخل حفرة قرب حوض يستعمل لغسل البطاطس، لكن لم يعثر له على أثر في الصباح الموالي، ما عزز عندهم فرضية رجوع القطيع لتفقده وإخراجه من الحفرة واختباء الجميع في حقل آخر.. وقد أشعرت السلطات المحلية بهذا الحادث من أجل البحث ومطاردة قطيع الخنازير الذي ينتقل بين الحقول ويعيث فيها خرابا وفسادا.
ومن جهة أخرى، يضيف محدثنا، أبرز مستخدم آخر بالحقول الفلاحية أن أنثى الخنزير تحتمي بمحيط الوحدات الصناعية الخاصة بصناعة الآجور صيفا، وفي فصل الربيع تعود الخنازير مجتمعة لاحتلال أماكن وسط الحقول . وهكذا بات المطلوب، إذن، بالنسبة لفلاحي المنطقة المشتكين، التدخل العاجل من طرف مديرية المياه والغابات والسلطات الإقليمية لإبعاد هذه الحيوانات وإعادتها إلى موقعها الأصلي بغابات المناطق المجاورة، خاصة غابة بوسكورة القريبة من الدار البيضاء، وذلك حفاظا على المنتوجات الفلاحية، وحماية سلامة المواطنين، خاصة وقد تسبب مرور خنزير عبر الطريق العمومية السنة الماضية في انقلاب سيارة من نوع "بيك آب"، غير بعيد عن المدخل الشمالي لمدينة برشيد.