أثار كل من مصطفى قاسمي، المستشار بالغرفة الثانية، وعبد الله أبو فارس، النائب البرلماني عن دائرة سطات، وهما معا من حزب الاستقلال وبعض من ساكنة جماعة أولاد فارس الحلة القروية، قضية من عيار ثقيل اعتبروها نموذجا للتسيب والفوضى التي تعرفها المنطقة بعدما شرعت آليات الحفر في الأشغال فوق أرض سلالية عائدة للجموع بالجماعة المذكورة.
ويتعلق الأمر بمشروع فلاحي موضوع اتفاقية بين جمعية محلية والمديرية الجهوية للفلاحة يخص تطوير نبتة "الكطفة" ذات القيمة العلفية العالية في تربية الماشية. واعتبر قياديو حزب الميزان أن توقيت العملية هو حملة انتخابية قبل أوانها، خاصة وأن جل أعضاء الجمعية ينتمون إلى حزب المصباح، كما أن المشروع انطلق دون علم السلطات المحلية لدائرة بني مسكين الشرقية البروج ودون سابق اتفاق مع المعنيين من ذوي الحقوق ونواب الأرض السلالية التي ستحتوي المشروع. بل إن الجمعية، حاملة المشروع، كانت قد أخبرت المجلس الجماعي لأولاد فارس الحلة بأن المشروع مازال في طور الدراسة، وبالتالي يرى المحتجون بأن الجمعية اعتمدت على عنصر المفاجأة في محاولة منها لفرض الأمر الواقع وهو ما جعل المحتجين يطالبون وزارة الداخلية بإيفاد لجنة تفتيش عاجلا من أجل فتح تخقيق حول الاختلالات التي تشوب المشروع الذي تقدر كلفته بـ 14 مليون درهم يقتضي، بالنظر إلى طبيعة الأرض السلالية، موافقة وزارة الداخلية باعتبارها الوزارة الوصية على مثل هذه الأراضي.
وفي اتصال بالمدير الإقليمي للفلاحة بسطات أفاد هذا الأخير بأن المشروع يستهدف صغار الكسابة، البالغ عددهم حوالي 500 من منطقة بني مسكين الشرقية والجماعات القروية مسكورة، لقراقرة، أولاد عامر، اولاد بوعلي نواجة، بالإضافة إلى اولاد فارس الحلة. ويهدف إلى الرفع من مردودية إنتاج اللحوم الحمراء بنسبة 30 % لتحسين دخل الفلاحين وخلق فرص شغل 17000يوم عمل إضافي في السنة والتأطير الصحي والغدائي بالنسبة للماشية من صنف الصردي بغرس 2000 هكتار بين الشجيرات العلفية "الكطفة" والزراعات الكلئية. كما يمتد المشروع على مدى ثلاث سنوات من 2014.
وفي تصعيد آخر قام أعضاء الجمعية حاملة المشروع بدورها مع مجموعة من مناصريها بوقفات احتجاجية مضادة أمام القيادة ودائرة بني مسكين الشرقية بالبروج تستنكر توقيف المشروع الذي تعتبره يدخل في إطار البرنامج الوطني للمغرب الأخضر الذي يسعى إلى تنمية البلاد والعباد، و تتساءل عن من وراء عرقلة الشركة التي شرعت في إنجازه منذ 15 يوم تقريبا كما تطالب بمعرفة الجهات المتضررة من مشروع استثماري تموله الدولة لفائدة الساكنة ومفندة ما يزعم خصومها بأن الجمعية تبيع أراضيهم السلالية .فهل دشنت قبائل بني مسكين بإقليم سطات الاستعداد للانتخابات المقبلة والتي لم تعد تفصلنا عنها سوى شهور قليلة ؟