وأوقفت عناصر أمن الفداء مرس السلطان بالدار البيضاء، شخصين كانا قد اعتديا على شخص آخر في نزاع مروري تطور إلى دهس الضحية بسيارة المعتدين.
تفاصيل هذه النازلة تعود إلى يوم الإثنين9 مارس 2015 حوالي الساعة التاسعة صباحا، عندما تم إشعار عناصر دائرة مرس السلطان من أجل الإنتقال إلى ملتقى زنقة لندن وزنقة الحجاج ابن الأرقعة، قصد البحث في شأن حادثة سير مع جنحة الفرار، إذ، بعد الوصولهم إلى عين المكان وجدوا أن الأمر يتعلق بسيارة أجرة من الحجم الصغير تعرض سائقها لإصابات بليغة جراء تعمد دهسه من قبل سائق سيارة من نوع كولف "زيبرا" بيضاء اللون، حيث تمكنت العناصر الأمنية من الحصول على ترقيمها، بعدما كان سائقها قد لاذ بالفرار رفقة مرافق له.
هذا ، و من خلال البحث الذي فتح بعين المكان بالتنسيق مع عناصر الشرطة القضائية ومسرح الجريمة، تم التوصل إلى أن السيارة التي ارتكبت الحادثة هي في ملكية سيدة تقطن بمدينة خريبكة، ليتم إنجاز مذكرة بحث على الصعيد الوطني على الفور. واستمرارا في البحث، ومن خلال تصريحات بعض الشهود الذين عاينوا الحادث، فقد تبين على أن الأمر لا يتعلق بحادثة سير، وإنما حادث اعتداء ناتج عن نزاع مروري تطور إلى دهس الضحية بسيارة المعتدين، ولاذا بالفرار بعد أن كان الضحية يهددهم بواسطة "هراوة" كان يحملها، مما جعل أحد الفارين يرميه بقنينة زجاجية فارغة تكسرت على إثرها الواقية الخلفية لسيارة الأجرة. وبعد إجراء كل المعاينات الضرورية وحجز "هراوة" خشبية وقنينة فارغة لمشروب غازي بعين المكان، انتقلت العناصر الأمنية نحو مستعجلات ابن رشد قصد تفقد حالة الضحية، فتم إشعارهم أنه توفي قبل وصوله إلى المستعجلات، وبإجراء معاينة على جثة الهالك اتضح أنها تحمل مجموعة من الإصابات التي تتجلى في كسر بالساعد الأيمن وردود وانسلاخات جلدية على مستوى كتفه الأيمن والصدر ومقدمة الرأس ونزيف من الفم والأنف، حيث تظهر آثار الدهس بالسيارة بادية على الجثة. واستمرارا في البحث وبتنسيق مع مختلف المصالح الأمنية داخل ولاية أمن البيضاء وخارجها وبناء على البرقية المنشورة في الموضوع، تم إيقاف مرتكبي الحادث على متن نفس السيارة في نفس اليوم، حوالي الساعة الحادية عشرة صباحا، بمدخل مدينة خريبكة، حيث انتقلت عناصر فرقة الشرطة القضائية بمنطقة أمن الفداء مرس السلطان إلى مدينة خريبكة من أجل استقدام المعنيين بالأمر بعد أن اتضح أنهما هما من ارتكبا الحادث. وبمقر الفرقة بمنطقة الفداء مرس السلطان، تم فتح تحقيق مباشر، اتضح من خلاله أن السيارة في ملكية والدة السائق البالغ من العمر 28 سنة (بدون سوابق) الذي كان في حالة طبيعية رفقة الشخص الثاني البالغ من العمر 25 سنة (بدون سوابق). بحيث صرحا أنهما ساعة الحادث دخلا في مشادة كلامية مع سائق الطاكسي إثر خلاف مروري حينما كانا متوجهين إلى منطقة درب عمر فتبادلا السب والشتم بينهم، وعند الوصول إلى زنقة لندن أوقف سائق سيارة الأجرة سيارته أمام سيارتهما وسط الشارع وتقدم منهما حاملا "هراوة" فعنفهما بواسطتها وهما بداخل السيارة ثم حاول نزع مفتاح سيارتهما، مما جعل المرافق يقذفه بزجاجة فارغة تكسرت على إثرها الواقية الخلفية لسيارة الأجرة، بعدها وقف الضحية أمام سيارة مرتكبي الحادث محاولا منعهما من مغادرة المكان، فدهسه السائق وسقط أرضا، ونظرا للخوف والإرتباك اللذين كان عليهما السائق حاول، حسب تصريحاته، الرجوع إلى الخلف لتفادي الضحية، إلا أنه أخطأ وتقدم بسيارته إلى الأمام خطأ وبسرعة فأصاب الضحية مرة ثانية ولاذ بالفرار رفقة مرافقه.
وبعد إشعار النيابة العامة بتفاصيل الحادث فقد أمرت هذه الأخيرة بوضع المعنيين بالأمر رهن تدابير الحراسة النظرية إلى حين إتمام البحث وتقديمهما فيما بعد إلى العدالة.