سواء كنت قادما من أسفي عبر الشماعية أو عبر طريق بن جرير في اتجاه مدينة مراكش، ستستقبلك جحافل من الكلاب الضالة بملتقى الطريقين بمركز 44 (أربعة وأربعين) بجماعة أولاد دليم، وهي تحرس الأمكنة والفضاءات وتثير الرعب قرب المقاهي ومحلات الجزارة والمواد الاستهلاكية، تتجول باحثة عما تبقى من عظام "الشوى" المرمية هنا وهناك وفتات الطواجين والمأكولات التي يرمى بها على جنبات محطة الوقوف التي تحولت لمطرح للنفايات تحتضن كل أنواع الأزبال وروائح التبول.
مجموعة من المسافرين، الذين جمعتهم الصدفة صباح أمس الأحد فاتح مارس الجاري، تساءلوا باستغراب عن الغياب التام لمن أوكلت لهم مسئولية تدبير الشأن المحلي بالمجلس القروي لتراب أولاد دليم، حيث يتأكد بالملموس الاستهتار الشامل بجمالية المكان معماريا وبيئيا واجتماعيا في غياب مرافق صحية وبيئية تستقبل المسافرين الراغبين في أخذ قسط من الراحة وتحريك عجلة الحركة الاقتصادية الميتة أصلا.
"أنفاس بريس" سألت بعض قاطني المنطقة عن هذه الظاهرة، فأكدوا أنه من العار أن يترك هذا الفضاء عرضة للإهمال والتهميش وبدون مراحيض ومناطق خضراء ومحطة للوقوف خاصة بالسيارات والحافلات والشاحنات التي ينتظرها الباعة على مدار الساعة لتقديم وجباتهم للمسافرين وزبناء مركز 44 بملتقى الطريق المؤدية لمدينة مراكش السياحية.