"للوادي ذاكرة لا تنسى، وما وقع في خريف السنة الماضية من فيضانات ليس استثناء بل هو بمثابة رجوع المياه إلى مجاريها.. وهو رجوع جرفت معه السيول كل ما صادفته في طريقها من منشآت تمت بدون استئذان من الوادي الساكت منذ قرن".. هكذا تكلم ابن البلد المشارك معنا في قافلة السلامة الطرقية، ونحن نستعد لرحلة وصفت بالميدانية، لأنها حسب البرنامج الموزع علينا ستقف بنا على قنطرة وادي ماسة الشهيرة، التي كانت أولى ضحايا غضبة الوادي الواقعة على الطريق الرئيسية رقم 1 والتي بعد انهيارها فقد التواصل بين شمال المغرب وجنوبه لفترة من الزمن.
كان من المقرر، إذن، حسب البرنامج المسطر، أن تقف قافلة السلامة الطرقية التي ترافق محمد نجيب بوليف الوزير المنتدب لدى وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك المكلف بالنقل، على شروح وتفاصيل حول ما حدث بالقنطرة والأشغال الجارية بتثنيتها على مستوى النقطة الكيلومترية 800-970 وكذلك بعض المشاريع والمنشآت الأخرى. محطة مهمة انتظرها الكل من أجل معاينة ومتابعة الشروح المختلفة حول ما خلفته الفيضانات الأخيرة من أضرار مادية وبشرية قد تكون ساهمت في ارتفاع ضحايا حوادث السير بهذا الإقليم سنة 2014، كما سبق أن صرح بذلك مدير التجهيز لتزنيت بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للسلامة الطرقية، حيث ذكر بأن إقليم تزنيت شهد ارتفاعا في حوادث السير سنة 2014 وارتفاعا في عدد القتلى كذلك.. لكن الحافلة التي تقلنا كان لزاما عليها اللحاق بموكب الوزير الذي مر على النقطة المهيأة على قنطرة وادي ماسة لنشاط هذه "المرحلة الميدانية التي تهم التحسيس بدور البنيات التحتية في السلامة الطرقية" مر الكرام دون انتظار القافلة التي وجدت نفسها تعبر الرحلة من أكاديردون توقف لتصل مباشرة إلى المدرسة الابتدائية "مولاي الزين" بتزنيت، ليتغير البرامج المسطر بفقرتين جديدتين، تتعلق الأولى بدعوة القافلة إلى المشاركة في أجواء احتفال المؤسسة التعليمية باليوم الوطني للوقاية من حوادث السير بتدشين حلبة للتربية الطرقية لأطفال المؤسسة، والثانية بزيارة لورش المحطة الطرقية الجديدة لتزنيت.. ومن ثمة تضيع من القافلة مرحلة قنطرة وادي ماسة دون مبررات مقنعة .