يمكن القول بأن الدكتور محمد بنعجيبة، رئيس المركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم، شكل الاستثناء بالنسبة لبرنامج قافلة السلامة الطرقية التي حلت بأكادير.. ففي الوقت الذي كان البرنامج يسير نحو الرتابة بفقرات عادية تفتقر إلى الإثارة وتميل إلى الفرجة، خاصة إثر تنظيم ورشة تحسيسية لفائدة سائقي سيارات الأجرة الصغيرة بأكادير، صبيحة أمس الثلاثاء 24 فبراير، عندما كرر الوزير نجيب بوليف في ما يشبه الاستسلام للازمة العنصر البشري كمسؤول أول عن حوادث السير بنسبة 94%، مضيفا بأن الآفة لا تنفع في محاربتها قوانين ولا مساطر رغم ما تم تحقيقه من انخفاض "ملحوظ" في عدد القتلى لسنة 2014، بالمقارنة مع سنة 2013، قام د. بنعجيبة، بشكل مغاير، بدق ناقوس الخطر بإعطائه، عند توقيع اتفاقية شراكة بين المركز الوطني الذي يرأسه والمجلس الوطني للوقاية من حوادث السير بحضور الوزير والقافلة التي معه، قام بإعطاء أرقام صادمة عن وضعية الدم كمادة حيوية حاسمة في مجال السلامة من حوادث السير.. فأشار إلى أن نسبة التبرع في المغرب لا تتجاوز 1% وأن حملة التبرعات المنجزة سنة 2014 لم تحقق سوى جمع 300 ألف كيس من الدم، في الوقت الذي يحتاج فيه المغرب إلى 900 ألف من الأكياس سنويا، وأن هذا العجز يشكل خطورة واقعة إذا علمنا (يقول بنعجيبة) بأنه إذا لم ينقذ ضحية حادثة سير المحتاج إلى دم في ظرف 10 دقائق سيموت لا محالة.. وأكد الدكتورعلى أنه من أجل تدارك هذه الوضعية المقلقة ينبغي الدعوة إلى ترسيخ ثقافة التبرع بالدم بين أوساط المجتمع...
فقبل ثقافة التبرع التي ينادي بها المسؤول عن بنك الدم في المغرب، فنحن نحتاج إلى ثقافة "القدوة".. فهل يعقل أن تهيأ للقافلة حافلة من النوع الممتاز تتوفر مقاعدها على أحزمة السلامة ولم يستعملها ولا واحد من أفراد القافلة طيلة الرحلة من الرباط إلى تزنيت... وقد مرت يا حسرة على بعض المدارس "الآمنة" ببنسليمان وتزنيت لتحسيس التلاميذ بقواعد السلامة...