تعد مهنة الشرطي من أصعب المهن على الصعيد العالمي نتيجة لعدة اعتبارات أهمها طبيعة العمل الذي يتطلب بدل مجهودات مضاعفة محفوفة بالمخاطر من أجل توفير الأمن والراحة للمواطنين .عمل الشرطي ببلادنا لا يختلف عن غيره بباقي دول العالم إلا من حيث الدعم اللوجستيكي المحدود وعدد الموظفين العاملين بالقطاع الذي يناهز ال 65 ألف. رقم إذا قورن بالـ 75 ألف رجل شرطة بالعاصمة الجزائرية وحدها يتضح جليا بأن عناصر شرطتنا يعملون أضعاف ما يقوم به أمثالهم في بعض الدول.
إذا كان واقع رجال الشرطة ببلادنا كما سلف الذكر فانه بالأقاليم الجنوبية وعلى رأسها مدينة السمارة ليبقى، إذن طابع خاص تميزه أحداث من نوع خاص بين الفينة والأخرى يتزعمها بعض الشباب العاطلين عن العمل مسخرين لخدمة أجندات انفصاليي الداخل، غالبا ما تسجل فيها إصابات مختلفة بين صفوف عناصر الشرطة .
ظروف العمل بالأقاليم الجنوبية لها خصوصيات نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر قسوة المناخ والمعانات الدائمة مع التمريض نتيجة للغياب الشبه تام لجل
الاختصاصات الضرورية الشيء الذي يجبر المواطنين على تحمل عناء السفر ماديا ومعنويا إلى المدن الداخلية قصد العلاج .
وتتميز مدينة السمارة عن باقي المدن بظروف أصعب بسبب موقعها الجغرافي في قلب الصحراء وانعدام أي متنفس حقيقي تلجأ إليه الساكنة .
بالرغم من كل العوامل السالفة الذكر فان عناصر الشرطة مافتئوا يبدلون قصارى جهدهم من أجل توفير الأمن والراحة للمواطنين دون فقدان الأمل في اليوم الذي يحلم به بعضهم منذ أكثر من عشرة سنوات والمتمثل في موافقة الإدارة المركزية في الانتقال إلى مدينته الأصلية كما هو الحال بالنسبة لكل الموظفين بكل القطاعات بكل المدن المغربية من طنجة إلى الكويرة .
استعمال السلاح الوظيفي من طرف بعض عناصر الشرطة مؤخرا في اقتراف مجموعة من السلوكيات الغير معهودة بين صفوف كل القوات العمومية ببلادنا ،لم تأت بمحض الصدفة ،بل جاء أغلبها نتيجة لضغوطات نفسية تناسلت عن ظروف العمل .
من خلال قراءة أولية لكل ما سلف ذكره يحق لنا التساؤل عن الأسباب الحقيقة التي تحول دون توظيف نسبة مهمة من أبناء المنطقة بسلك الشرطة خصوصا حاملي الشهادات المعطلين الذين وصل عددهم بمدينة السمارة وحدها إلى حوالي 120 حاملي شهادة الماستر. وأكثر من 600 مجازا ناهيك عن حاملي الدبلومات .مبادرة لو كتب لها أن تتحقق ستعمل على إنصاف رجال الشرطة بتمكينهم من الاستفادة من الانتقال من جهة ، وتسهم بشكل مباشر في إدماج شباب المنطقة المعطل من جهة ثانية.