كشف الحسين الوردي، وزير الصحة أن 48,9% من المغاربة عانوا أو يعانون من اضطرابات نفسية، 26,5% منهم يعانون من الاكتئاب، في ما 14% حاولوا الانتحار مرة أو عدة مرات.
فخلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، أمس الثلاثاء، قال الوزير إنه «وجد أمامه إرثا ثقيلا في ما يخص مستشفيات الأمراض النفسية والعقلية في المملكة»، خاصة وأن الصحة النفسية لم تكن أبدا أولوية في وزارة الصحة في الحكومات المتعاقبة منذ الاستقلال، الشيء الذي جعل الوزارة الحالية أمام عمل كبير بعد جعلها للصحة النفسية أولوية الأولويات».. وأقر في نفس الوقت بوجود خصاص كبير في البنيات التحتية في ما يتعلق بمستشفيات الأمراض العقلية، وأيضا وجود تفاوتات كبيرة بين المناطق ومشاكل في تدبير المستشفيات المتوفرة، إلى جانب وجود خصاص كبير في الموارد البشرية.
وأوضح الوردي أنه لتجاوز الخصاص الذي تعرفه المملكة في مجال الطب النفسي العمومي، تعمل على تعزيز البنيات التحتية وتوفير الموارد البشرية والأدوية، علاوة على العمل على بناء ثلاثة مستشفيات جهوية للوصول إلى قدرة استيعابية تناهز 3400 سرير بدل 2053 سريرا حاليا.
ولمواجهة النقص الحاد في الأطر، كشف أن كليات الطب في المملكة تكون حاليا أكثر من 100 طبيب نفسي، مع تكوين المعاهد لـ 157 ممرض، ناهيك على تشجيع القطاع الخاص على إحداث مصحات نفسية خاصة بعد المصادقة على مشروع قانون ممارسة الطب.
المعطيات التي كشف عنها الوزير تسير في نفس اتجاه تقرير أخير لمنظمة الصحَّة العالميَّة، الذي كشف أن هناك ارتفاعٌا لحالاتُ الانتحَار بالمغرب، ما بينَ سنتَيْ 2000 وَ2012، وأنه في ظرفِ اثنتَيْ عشر سنة، تضاعفَ "المنتحرُون" المغاربة؛ بـ 97% ليرتفع منْ 2.7 إلَى 5.3 حالة انتحار بينَ كلِّ مائة ألف مغربِي.
تقريرٌ لمنظمة الصحَّة العالميَّة، حول «الانتحار والوقاية منه»، المقدم في جنِيف، كشفَ أنَّ 1628 مغربيًّا انتحرُوا، خلال 2012، يشكلُ الرجال 87 بالمائة منهم، بتسجيل 1431حالة، فيمَا بلغَ عددُ النساء المنتحرات 198.