يشدد مؤطرو عمليات قنص الخنزير في مختلف مناطق القنص، على ضرورة توجيه الطلقات النارية نحو الرأس أو القلب، لأن من شأن الاكتفاء بجرحه، أن يجعل الخنزير المصاب أكثر شراسة، مما يشكل خطرا على حياة الساكنة.. كما يحرص مؤطرو عمليات القنص الجماعي لخنازير البرية، على إعلام ساكنة المناطق الغابوية بموعد القنص لاتخاذ كافة الاحتياطات..
ماوقع يوم الأحد 18 يناير 2015، بإحدى مناطق القنص بمنطقة أيدلسان بإقليم وارزازات، كان خطيرا، حيث أصيب مواطنين اثنين إصابة بليغة، نقلا على إثرها نحو المستشفى الإقليمي، رفقة عدد من المصابين، بعد أن باغتهم خنزيران جريحان أخطأ أحد القناصين في قتلهما، ومن بين المصابين تلميذ وبعض النسوة تصادفت عملية القنص مع وجودهن في حقل مجاور، حيث نهش خنزير إحدى النساء، مما تسبب لها في نزيف حاد بسبب الجراح.
وحسب تصريح ابراهيم زاهيري أحد القناصين لموقع "أنفاس بريس"، فإن الخنزير المصاب انتقل من دوار إلى آخر، بعد أن أفلتته أعيرة نارية، مما جعله يباغت كل من اعترض طريقه، حيث تتضاعف شراسته لنحو 5 مرات. وأفاد زاهيري أن عملية الإحاشة كانت بطلب من أحد الدواوير، بعد أن تضاعف عدد الخنازير بالمنطقة محدثا خسائر زراعية وهلعا بشريا، وتمت بموافقة وحضور مندوبية المياه والغابات وممثل سرية الدرك الملكي بمنطقة سكورة.
يذكر أن هناك مطالب للجامعة الملكية المغربية للقنص، بضرورة تنفيذ الاتفاقية الثلاثية للتقليص من أعداد الخنازير في النقط السوداء، حيث أفاد لحسن حدادي أمين المال الجامعة، أن الاتفاقية تضم وزارة الفلاحة ومندوبية المياه والغابات وجامعة النص، وهي اتفاقية شراكة إطار، موقعة في يوليوز 2013 بأكادير، بناء على ظهير 15 يونيو 2006، المتعلق بشرطة القنص، وتوصيات المجلس الأعلى للقنص يوم 12 يوليوز 2012.. تشدد على التنسيق الثلاثي للتحكم في أعداد الخنازير وطرق الحد من الأضرار على الضيعات الفلاحية..
وحسب الحدادي، الذي يترأس المكتب الجهوي لجامعة القنص في جهة الدار البيضاء بن سليمان ، فقد التزمت الجامعة ـ حسب نفس الاتفاقية، التي تتوفر أنفاس بريس على نسخة منها ـ بمساعدة الوحدات الترابية لمندوبية المياه والغابات في تحديد المناطق التي تشكل خطرا على ممتلكات الساكنة المحلية، وكذا المساهمة في تعبئة العدد الكافي من القناصين وفق برنامج محدد مسبقا، من خلال بلورة برنامج عمل ثلاثي متعلق بالمراقبة وتنظيم الإحاشات على صعيد كل إقليم.. غير أن بعض المناديب ـ يقول الحدادي ـ لايحترمون هذه الاتفاقية، ويضربونها عرض الحائط، حيث يعطي كمثال على هذا التنصل من المسؤولية، ما عرفته غابة "جبوجة الرمى" بعين الخيل ببن سليمان، إذ صنفت نقطة سوداء..
وأفادت الرسالة التي وجهها الحدادي للمندوب السامي للمياه والغابات، أن المدير الإقليمي الملتحق حديثا، قرر بصفة انفرادية وبدون سابق إنذار منح قرارات قنص الخنزير في بعض النقط السوداء "دون استشارة المكتب الجهوي لجهتنا الذي يعتبر الأقرب من القناصة والمجتمع المدني للإدلاء برأيه وتعيين القناصة الأكفاء ضمانا للسلامة في كل مراحل الاحاشات، ومنحها لقناص لاينتمي للمكتب الجهوي، وله سوابق مع حالة العود لارتكابه جنحتي قنص.
وبذلك يكون المدير الإقليمي للمياه والغابات ومحاربة التصحر بابن سليمان قد أخل ببنود الاتفاقية المذكورة سالفا موضوع الشراكة، الشيء الذي تسبب في تصدع داخل أوساط القناصة بالجهة عامة وداخل المكتب الجهوي بصفة خاصة.
وأهابت الرسالة التي بعثها الحدادي للجهات المعنية، "اتخاذ اللازم في هذه النازلة لرفع الضرر عن المكتب الجهوي للقنص بجهتنا، ولتصحيح هذا الوضع غير قانوني، لكي لا يتفاقم الاحتقان الذي حصل في أوساط القناصة والجمعيات داخل الجهة ولإزالة المشاكل والإحراج الذي سببه لنا المدير الإقليمي قبل انعقاد الجمع العام المقبل".