في زمنٍ يتطلب منا فيه الحب الحقيقي للوطن والعمل الصادق من أجله، نرى للأسف ظاهرة مقلقة تتجلى في استغلال الشعارات الوطنية والرموز العريقة، كالعلم والقفطان والسلهام، بشكل سطحي وانتهازي. هؤلاء الذين يدخلون "مجانا" ويظنون أن مجرد رفع شعار "ديما مغرب" يكفي ليبرر مواقفهم أو تصرفاتهم، يغفلون أن الوطنية ليست مجرد كلمات تُقال أو ملابس تُرتدى، بل هي التزام حقيقي ومسؤولية تجاه الوطن وأبنائه.
إن الوطنية ليست شعارًا يُرفع عند الحاجة، ولا مسرحًا لتصفية الحسابات الشخصية أو استثمار الفرص على حساب المصلحة العامة. إن استغلال رموزنا الوطنية لتحقيق مكاسب شخصية أو للتغطية على نفاق وانتهازية هو إهانة لكل من ضحى وضحى من أجل هذا الوطن الغالي.
فلنقف جميعًا ضد هذه الظاهرة التي تشوه معاني الانتماء والوفاء، ولنؤكد أن الحب الحقيقي للوطن يتطلب العمل، التضحية، والصدق، لا مجرد كلمات جوفاء أو مواقف متقلبة. الوطن يستحق منا أكثر من مجرد شعارات، الوطن يستحق منا وفاءً حقيقياً يتجسد في أفعالنا قبل أقوالنا.