من بين الحقول التي طالها جبر الضرر ، من غير ما تعلق بطي صفحة الماضي الأليم الذي عاشته بلادنا لعقود ، ما تعلق بالتأهيل الحضري للمدن المغربية .
فقد دشن الملك محمد السادس عهده ، بإطلاقه ورش تطوير النسيج الحضري لمدن المملكة وفق رؤية متناغمة ومتوازنة و متناسقة . رؤية نجحت في طرد البشاعة التي كان للفساد والتواطؤ المتعدد الأوجه والأطراف ، اليد الطولى في نسج صوره .
حاضرة وزان شرّفها حفيد محمد الخامس نهاية 2006 بزيارة تاريخية. زيارة حملت معها حزمة من مشاريع التأهيل الحضري ، لو أن المؤسسات التي تكلفت يتنزيلها انتصرت للحكامة الرشيدة في تدبيرها لهذه الأوراش ، لشكلت الهوية البصرية لدار الضمانة اليوم، رافعة من رافعات التنمية التي تتوفر عليها، بدل أن تظل في وضع لا تحسد عليه.
مناسبة هذا الكلام أملاه الصمت الغير مفهوم لمجلس الجماعة ، و باشوية المدينة ، أمام "حالة نشاز" لحقت واجهة مرفق عمومي (ثانوية) يقع على مدخل دار الضمانة ، في علاقة هذا الاخراج الشاد بالشكل العام الذي أصبحت عليه واجهات المرافق العمومية ، بعد أن توافق على اعتماده كل من المجلس الجماعي في نسخه الثلاثة الأخيرة ، والإدارة الترابية الإقليمية ، واستحسنته الساكنة .
ثانوية القرطبي ( اعدادي وتأهيلي) التي فتحت المديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ورشا لتأهيلها قبل أكثر من سنة ( تأخر كلفته غالية) بعد أن تهالكت الكثير من مرافقها الداخلية ، شد انتباه كل من مر بجانبها هذه الأيام ، بأن واجهتها الجديدة المطلة على الشارع الرئيسي ، "اختار" المقاول بأن تكون على عكس ما هي عليه واجهات جميع المؤسسات التعليمية وباقي المرافق العمومية ، المفتوحة . واجهة اسمنتية (سور) تحجب الرؤيا ، تلحق ضررا بالأبصار ، تلوث الفضاء العام ... شَبَّه شكلها واحد من أبناء دار الضمانة ، بخم الدواجن " كوري الدجاج" باللهجة العامية !
هل كان المقاول سيتصرف من تلقاء نفسه ، لو أن تصميم اعادة تهيئة ثانوية القرطبي الذي وضعه مكتب الدراسات ، و حضي بعد ذلك بالمراقبة من طرف سلسلة المتدخلين الذين اطلعوا عليه قبل المصادقة النهائية؟ مسؤولية يتحملها بدرجات متفاوتة مختلف الأطراف المعنية ، ولكن وهذا ليس تحاملا على مجلس الجماعة ، فإن مساحة مسؤوليته كبيرة في الموضوع، لأنه المسؤول الأول والأخير على تدبير شؤون الجماعة الترابية ، وبقوة القانون ، فإن كل ما يتم تنزيله على مستوى تراب الجماعة من طرف أي قطاع ، عموميا كان أم خصوصيا ، فإن تأشيرة المؤسسة المنتخبة حاسمة .
الكلمة الأخيرة تبقى لعامل الإقليم الذي عليه كخطوة أولى التعجيل بمعالجة هذا الاختلال الذي يلحق ضررا كبيرا بواجهات المدينة التي يجب أن تكون متناغمة ومتناسقة.أما الخطوة الثانية فلها علاقة بفعلية الحق في الحصول على المعلومة ، التي أبان تعليقها كم هي كلفتها غالية. بمعنى واضح عامل الإقليم مطالب بأن يستثمر فرصة لقائه الشهري بممثلات وممثلي المصالح الخارجية والمجلسين الجماعي والإقليمي لدعوتهم التقيد بالشكل الذي يجب أن تكون عليه الواجهات الأمامية للمرافق العمومية التي تقع تحت نفوذهم .
الخلاصة بدون تعليق " مسافة الضوء تفصل بين الادارة الإدارية والإدارة المواطنة ". الغالب الله