في إطار تعزيز الدبلوماسية الموازية وتوطيد الروابط الثقافية بين المغرب وموريتانيا، استقبل السفير المغربي لدى الجمهورية الإسلامية الموريتانية، حميد شبار، وفدا جمعويا من مدينتي العيون وبوجدور برئاسة البرلماني إبراهيم خيا، وذلك خلال زيارة رسمية تهدف إلى تقوية المبادرات الثقافية والاجتماعية المشتركة بين البلدين.
وأكد السفير حميد شبار، في تصريح بهذه المناسبة، أن استقبال الوفد يعكس دعم الدبلوماسية المغربية لمبادرات المجتمع المدني بالأقاليم الجنوبية، وتقديرها للدور الذي يضطلع به الفاعلون المحليون في توطيد العلاقات المغربية-الموريتانية، بما يخدم رؤية التعاون جنوب-جنوب التي تتبناها المملكة.
وتأتي هذه الزيارة في سياق الجهود التي تبذلها الفعاليات المنتخبة والجمعوية من الأقاليم الجنوبية للمملكة لترسيخ التعاون الثنائي، ودعم التقارب الشعبي بين البلدين، ضمن مقاربة الدبلوماسية الموازية التي أصبحت إحدى ركائز السياسة الخارجية المغربية في محيطها الإقليمي.
وشكل الزيارة مناسبة لمناقشة سبل تطوير العلاقات في مجالات الثقافة والتراث والتنمية المحلية، إلى جانب استعراض مشاريع التعاون بين الجماعات الترابية المغربية ونظيراتها الموريتانية، خاصة في ظل الاتفاقيات القائمة بين بلدية بوجدور وبلدية ودان، التي استقبلت هذا العام النسخة الرابعة عشرة من مهرجان مدائن التراث.
وخلال الزيارة، قام الوفد المغربي بجولة ميدانية شملت مقبرة الأنصار أولاد تيدرارين في ودان، في مبادرة رمزية تستحضر الذاكرة التاريخية المشتركة والروابط القَبَلية والروحية العريقة التي تجمع سكان الصحراء المغربية بعمقهم الموريتاني.
كما وقف الوفد على انتهاء أشغال بناء دار الضيافة بودان، باعتبارها فضاء مخصصا لتعزيز التبادل الثقافي وترسيخ قيم الكرم والانفتاح.
وتبرز هذه الزيارة، بما تحمله من رمزية تاريخية وأبعاد إنسانية، عمق العلاقات المغربية-الموريتانية القائمة على الانتماء المشترك ووحدة المصير، وتعكس في الوقت ذاته الإرادة المتجددة لدى الطرفين في استثمار الذاكرة المشتركة لبناء شراكات مستقبلية واعدة.