المغرب لا يحتاج إلى شهادة تحرر من دواة الحقد، وبحبر العسكر....
ولا ينتظر تصفيقا من استوديوهات متجهمة، مخرجها بقبعة عسكرية ونياشين الهزيمة... ولغة عسكرية بائدة..
منابر منضبطة للحقد والضغينة..
المغرب لا يخاف من تعليق فصامي عابر مشبع بالعقد والخرف...
المغرب ببساطة يمشي مرفوع الرأس كعادته... لا يلتفت للحمقى حين يكتبون ولا للتافهين حين يعلقون على تظاهرة، كتبوا نصها في مطابخ العسكر قبل أن تبدأ....
ومن يمش يصل... حتى لو مشى الآخرون وهم يراجعون خرائط قديمة... لا أحد يصدقكم... فترفقوا بقلوبكم وضغطم الدموي، فإنجازات المغرب ترفع صبيب البهجة عند الشرفاء... وترفع الضغط عند الأذلاء...
على مستوى التنظيم، تلك حكاية مغربية مع النجاح والابتكار بامتياز
فالمغرب" الشريف "لا “ينظم” فقط،
بل يدبّر، ينسّق، يضبط الإيقاع كما يتوقع... لهذا حين تمطر نلعب الكرة ونفرح لرحمة السماء...
المطر في مغرب اليوم نعمة وليس لعنة...
هبي ياريح... فالمغرب ليس من فلين...
اهطل يامطر... فالمغرب ليس من عجين...
فملاعبنا تشبه أتت من المستقبل،
لا لأنها جميلة فقط، بل لأنها ذكية:
تحتمل المطر، تفاوض الريح،
وتواصل اللعب كأنها تقول للعوامل الطبيعية:
“مرحبًا… لكن المباراة مستمرة.”
على مستوى البنية التحتية،
الطرق السيارة لا تتباهى، بل تخيب انتظارات الدمى...
توصلك... كأنك في عالم ثلاثي الأبعاد...
القطارات لا ترفع شعارات،
لكنها تصل في الوقت... وتحرج العبث في قلب غجر التاريخ...
المطارات لا تدبج الخطب،
لكنها تستقبل العالم بابتسامة تنظيمية هادئة.... هذا هو المغرب " الشريف"... هادئ... يحرسه الرجال الأوفياء والسماء والمجد التليد
فعلى مستوى الأمن،
لا استعراض عضلات،
ولا “عكسرة” للتظاهرة...
ولا صوت صفّارة أعلى من صوت الفرح.
رجال ونساء الأمن حاضرون
كما يجب أن يكون الأمن:
موجودًا… دون أن يُخيف،
وقويًا… دون أن يُستفز.
على المستوى الإنساني،
مغرب يفتح ذراعيه بلا كاميرات زائدة،
يُطعم دون خطابات،
يُرشد دون وصاية،
ويبتسم لأن الابتسامة هنا جزء من الثقافة، لا بروتوكولًا مؤقتًا.
على مستوى الصورة الدولية،
العالم لا يسمع الروايات المزيفة الحاقدة
بل يرى الوقائع من عين صحفي مهني....
يرى تنظيمًا،
ويرى احترامًا،
ويرى بلدًا يعرف ماذا يريد
ويمضي نحوه بخطى ثابتة…
لا يلتفت كثيرًا إلى الضجيج الجانبي.
أما إعلام التشويش،
فمشكلته ليست مع المغرب،
بل مع فكرة النجاح حين يأتي من خارج توقعاته.
لذلك يُحلّل النجاح كأنه حادث عرضي،
ويُشكّك في الواضح،
ويُبالغ في العادي،
لأن الواقع للأسف خذله هذه المرة... بل كالعادة...
فحين تتراكم النجاحات،
لا يخرج المغرب ليصرخ:
“انظروا إلينا”
بل يترك الملاعب تتكلم،
والجماهير تشهد،
والتنظيم يوقّع باسمه في صمت.
لهذا، نحن لا نحتاج إلى مديحكم،
ولا نقلق من حقدكم، ولا ننزعج من تعليق أحمق...
نحن فقط نواصل البناء…
وأنتم.. إن شئت واصلوا التعليق.
عاش المغرب.
ليس لأنه الأفضل في كل شيء،
بل لأنه يتقدم بثقة، يعمل بهدوء، ويترك النتائج تتكلم...
خالد أخازي، كاتب وإعلامي