الدار البيضاء.. "قابلية التشغيل وبناء العلامة الشخصية: عزّز مسارك" محور يوم دراسي بكلية العلوم بنمسيك 

الدار البيضاء.. "قابلية التشغيل وبناء العلامة الشخصية: عزّز مسارك" محور يوم دراسي بكلية العلوم بنمسيك  مشاهد من اليوم الدراسي
شارك مؤخرا طلبة كلية العلوم بنمسيك بالدار البيضاء في يوم دراسي تحت عنوان "قابلية التشغيل وبناء العلامة الشخصية: عزّز مسارك"، حيث جرى التأكيد خلال هذا الحدث على أن الطلبة مدعوون إلى تطوير مهارات أساسية، من بينها قابلية التشغيل وبناء العلامة الشخصية.
وتُعد هذه المهارات ضرورية للتميّز في سوق الشغل وتثمين الرأسمال البشري، لاسيما في ظل بيئة مهنية دينامية تبحث فيها الشركات عن مرشحين قادرين على التكيّف السريع مع التحولات المتسارعة.
ونُظّمت هذه التظاهرة من طرف شعبة علوم التواصل والعلوم الإنسانية، بشراكة مع الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات (أنابيك)، وشركة Capgemini، والرابطة من أجل الصحة النفسية. وأوضحت نادية شفيق، رئيسة الشعبة المنظمة، أن هذه المبادرة ترتكز على قناعة  مفادها ضرورة وضع الإنسان في صلب الاهتمام، ومواكبة الطلبة لتمكينهم من تطوير كامل مؤهلاتهم وإمكاناتهم.
وخلال الجلسة الافتتاحية، التي افتتحها خبراء التكنولوجيا الحديثة المرتبطة بالتربية والتكوين ،  شدّد كل  محمد رديد ، نائب العميد،  ونادية شفيق ، على أهمية تعزيز قابلية تشغيل الطلبة والعمل على إبراز علامتهم الشخصية، باعتبار ذلك عاملاً حاسماً للتميز والاندماج الناجح في سوق الشغل في عالم متغير.
وشهد الحدث مشاركة ثلة من الخبراء، من بينهم: هند بنفكيكة، مديرة مركز التوجيه المهني ومسؤولة التواصل بقطب الإدماج وقابلية التشغيل بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء؛ وحنان الدهّير، مديرة وكالة أنابيك – جامعة الحسن الثاني؛ وسلمى الطاهري، مستشارة وخبيرة في الموارد البشرية؛ وفاطمة فتحي وسليمة مغزلي، خبيرتان ومكوّنتان في المهارات السلوكية والتواصل؛ إضافة إلى بدر مولاطو، مدير التوظيف بشركة Capgemini Engineering.
وقد عرض المتدخلون المتطلبات الجديدة لسوق الشغل، مع التركيز بشكل خاص على أهمية العلامة الشخصية، وعلى ضرورة ترسيخ روح المبادرة والمقاولة لدى الطلبة.
وتضمّن برنامج هذا اليوم لقاءات عامة وورشات تفاعلية، أطرها أساتذة جامعيون ومكوّنون منخرطون في مجال التنمية الذاتية، من بينهم: عواطف حمّوشتي،  فاطمة أندّام، الأستاذة فاطمة أزيلال، حليمة الراجي، أسماء بنعبيد، سعاد جدلي، ومصطفى خياطي.
وفي سياق موضوع الندوة، أوضح مصطفى خياطي، أستاذ الإقتصاد قائلا : "أن اقتصاد الابتكار (Économie de l’innovation) يُقصد  به دراسة الكيفية التي تُسهم بها المعرفة، والبحث العلمي، والتكنولوجيا، وريادة الأعمال في خلق النمو الاقتصادي وتحسين الإنتاجية والتنافسية. إذ يركّز هذا المجال على دور الأفكار الجديدة، وبراءات الاختراع، والاستثمار في البحث والتطوير، وربط الجامعة بالمقاولة، باعتبارها محركات أساسية للتنمية الاقتصادية المستدامة في اقتصاد قائم على المعرفة والتحول الرقمي. وأوضح أيضا أنه تكمن أهمية اقتصاد الابتكار في حياة الطالب في تعزيز قابلية التشغيل وبناء العلامة الشخصية (Personal Branding)، إذ يكتسب الطالب مهارات الإبداع، والتفكير النقدي، والتواصل، والعمل بالمشاريع، وهي مهارات مطلوبة بقوة في سوق الشغل. كما يساعده هذا المجال على إبراز كفاءاته وتمييز نفسه عن الآخرين، وتحويل معارفه إلى قيمة مهنية واضحة، سواء عبر ريادة الأعمال أو الاندماج في المؤسسات المبتكرة، مما يجعل منه فاعلًا اقتصاديًا قادرًا على بناء مسار مهني قوي ومستدام".
وانسجامًا مع هذه الرؤية التي تضع اقتصاد الابتكار في صلب بناء المسارات المهنية المستقبلية، شكّل هذا اليوم الدراسي فضاءً تطبيقيًا لترجمة هذه المفاهيم إلى تفاعل مباشر مع واقع الشغل، حيث أتاح للطلبة فرصة اللقاء بالمهنيين والتفاعل معهم، والتعرّف عن كثب على انتظارات سوق العمل. كما مكّنهم من التفكير في مؤهلاتهم ومشاريعهم وتطلعاتهم المستقبلية، مع إدراك  للمهارات والكفاءات التي يبحث عنها المشغّلون.
عبدالله أريري