بنجلون: التعتيم على مسودة قانون المحاماة "اغتيال دستوري" وتدبير رئيس الجمعية يفتقر للشفافية

بنجلون: التعتيم على مسودة قانون المحاماة "اغتيال دستوري" وتدبير رئيس الجمعية يفتقر للشفافية عمر محمود بنجلون، عضو مكتب جمعية هيئات المحامين بالمغرب
تصاعدت حدة الخلافات داخل جمعية هيئات المحامين بالمغرب بسبب الطريقة التي جرى بها التعامل مع مسودة مشروع القانون المنظم لمهنة المحاماة، وسط اتهامات لرئيس الجمعية بانتهاج أسلوب "التعتيم" و"الإقصاء" في تدبير هذا الملف الحساس، الذي يهم مستقبل مهنة الدفاع بالمملكة.
وقال عمر محمود بنجلون، عضو مكتب جمعية هيئات المحامين بالمغرب وعضو مجلس هيئة المحامين بالرباط، في تصريح لجريدة "أنفاس بريس"، إن "أقلية من الأعضاء المنتخبين داخل مكتب الجمعية، من نقباء وأعضاء مجالس، رفضوا منذ البداية منهجية التعتيم التي رافقت مسار مناقشة المسودة". 
وأكد أن هذه المواقف المبدئية تم تثبيتها من طرف المؤتمر الوطني الثاني والثلاثين للجمعية المنعقد في مايو 2025 بطنجة، من خلال توصية فريدة نابعة عن لجنة الشؤون المهنية، وهي أكبر لجنة ناقشت الموضوع داخل المؤتمر.
وأضاف بنجلون أن هذه التوصية التي دعت إلى عرض المسودة على الهيئات قبل مناقشة أي مقتضى داخل المكتب "تعرضت لمحاولات حذف متكررة من محاضر وبيانات المؤتمر"، غير أن "إصرار مجموعة من الأعضاء حال دون ذلك، بعد نقاش دام أكثر من سبع ساعات إلى غاية الواحدة ليلاً في اليوم الختامي للمؤتمر".
ومضى عضو هيئة الرباط قائلا إن "الطريقة التي اعتمدت في إحالة المسودة على رئاسة الجمعية، وما تلاها من تعامل غير شفاف، أدت إلى مسار باطل ومبهم أفرز ما وصفه بـ"الاغتيال الدستوري" لمهنة المحاماة، مضيفا أن أي عملية تشريعية تمس رسالة الدفاع يجب أن تقوم على أسس تشاركية، قانونية ومهنية واضحة.
ورأى بنجلون أن ما يحدث اليوم "هو نتيجة لسياسات حكومية نابعة من توجه نيوليبرالي تحكمي، بعيد كل البعد عن المبادئ الدستورية التشاركية"، مؤكدا أن رفضهم للطريقة لا ينفصل عن رفضهم للمضمون الذي قد ينتج عن مثل هذه المنهجية.
وأشار بنجلون إلى أن أعضاء من مكتب الجمعية دافعوا في كل الاجتماعات الأخيرة عن ضرورة تنفيذ توصية المؤتمر الوطني، والمتمثلة في إخراج المسودة للنقاش المهني المفتوح عبر المجالس والمحامين قبل اتخاذ أي موقف رسمي، مضيفا أن هذا هو السبيل الوحيد "لضمان الشفافية وحماية استقلالية المهنة".
واعتبر المتحدث أن واجب التوضيح اليوم أمام "الرأي العام المهني النبيل" أصبح ضرورة ملحّة لإعادة الثقة، خاصة في ظل ما وصفه بـ"فوضى التدافع" و"الالتباس" الذي يطبع النقاش داخل الجمعية حاليا.
وختم بنجلون تصريحه باستحضار مقولة الشهيد عمر بنجلون، المحامي والقيادي السياسي الذي اغتيل قبل خمسين سنة: "إن أبشع صور القمع هي الخلط والتضليل"، في إشارة رمزية إلى ما يعتبره اليوم محاولات لطمس النقاش الحقيقي حول مستقبل المحاماة بالمغرب.