في النهائيات، تصنع التفاصيل الصغيرة الفارق، وهو ما جسّده مدرب المنتخب المغربي طارق السكتيوي بهدوئه وقراءته التكتيكية في لحظات ضغط قصوى.
ففي الدقائق الحاسمة من النهائي الذي جمع يوم الخميس 18 دجنبر 2025 في ستاد لوسيل، ضمن منافسات كأس العرب FIFA قطر 2025، عاد المنتخب المغربي في النتيجة وسجّل التعادل في الدقيقة 88 بعد تأخره بهدفين، قبل أن يحافظ حارس المرمى على الأمل بتصديه لكرة قاتلة في الدقيقة 95. لتُعلن صافرة الحكم عن نهاية الشوط الثاني وتذهب المباراة إلى الأشواط الإضافية، ليسجّل المنتخب المغربي هدف التقدم والفوز في الدقيقة 100.
هذا التحول لم يكن وليد الصدفة، فبعد هدف الأردن الثاني من ركلة جزاء في الدقيقة 70، أقدم السكتيوي على تغييرات حاسمة أعاد بها تنظيم الفريق، محوّلًا الرسم الدفاعي من أربعة مدافعين إلى ثلاثة مدافعين، وزيادة النزعة الهجومية، ما منح المغرب سيطرة واضحة في الدقائق الأخيرة.
تغييرات السكتيوي ليست المرة الأولى التي تغيّر مجريات مثل هذه اللقاءات، بل منذ انطلاقة المنافسة دائمًا ما كانت تغييراته تضيف لمسة خاصة على نتيجة كل مباراة، وهو ما جعل اسم السكتيوي يحلّق عاليًا في المنافسات الأخيرة التي خاضها، والتي انتهت بتتويجه بلقبين في سنة 2025، وببرونزية أولمبياد باريس.
وبهذه القراءة الهادئة، نجح السكتيوي في قلب موازين اللقاء، مؤكدًا أن التعامل مع الضغط في النهائيات يبدأ من دكة البدلاء قبل أرضية الملعب.