بنسعيد وزير الثقافة والأستاذ عبد الله النملي ومشاهد من متحف اسفي من بين الفضاءات والمعالم الثقافية التي أغرقتها سيول فيضان "وَادِي الشَّعْبَةْ" الكاسحة، ودمّرت محتوياتها الجميلة التي تعد من أعرق التّحف التاريخية التي تحمي الذاكرة المسفيوية وتؤرخ لتراثها المادي واللامادي بتعدد خصوصياته وروافده، متحف آسفي الفريد من نوعه، المتواجد في قلب المدينة العتيقة، وتحديدا في درب المعصرة بـ "سماط العدول" القريب من المسجد الأعظم والمدرسة العتيقة.
في هذا السياق ترافع الأستاذ عبد الله النملي عن هذا الفضاء التاريخي والتراثي والثقافي، وسلط الضوء على ما تعرضت له محتوياته من وثائق وأشياء تروي تاريخ بلاد عبدة عامة وأسفي خاصة. هذا المتحف المتميز، تعود ملكيته إلى جامع التحف النادرة عبد العزيز المودن، الآسفي المولد والتنشئة، وأحد خدام آسفي الأوفياء، النحّات والشاعر، أسير الجمال، العاشق حتى النخاع للتحف القديمة، التي أعطاها كل وقته واهتمامه.
وأورد نفس الكاتب في رسالته بأن المتحف يضم على سبيل المثال لا الحصر "أنواعا مختلفة من التراث المادي واللامادي. وكل تحفة قديمة تحتل مكانا متميزا في قلب وتفكير السي عبد العزيز، من حرف تقليدية، وتماثيل ومجسمات، وآلات قديمة، وملابس تقليدية، وآلات موسيقية شعبية قديمة وحديثة، وآلات تشغيل الموسيقى والأسطوانات، ورموز وعوائد من الديانات الثلاث، ولوحات تشكيلية، وغناء العيطة وﮜناوة وفرقهم وآلاتهم الموسيقية، ورجال الحرب، وأسلحة قديمة، وطقوس العرس المغربي والآسفي الأصيل، وآلات تصوير، والتبوريدة، وصور ملوك المغرب العلويين، وخزانة كتب قديمة تهتم بتاريخ وتراث آسفي.
جريدة "أنفاس بريس" تتقاسم مع القراء تدوينة الأستاذ عبد الله النملي، من أجل أن تتدخل وزارة الشباب والثقافة والتواصل، لإعادة الحياة إلى هذا الكنز الثمين الذي يعد ثروة وطنية تؤرخ لفترات من التاريخ المحلي، وتقديم الدعم اللازم لضمان استمرار إشعاع متحف أسفي بالمدينة القديمة، كنقطة ضوء تشع بنورها من وسط درب المعصرة.
إليكم رسالة الأستاذ عبد الله النملي:
"كارثة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، عاينتها هذا المساء، متحف آسفي الخاص في قلب المدينة العتيقة غرق بمياه الأمطار والأوحال، وتجري عملية إفراغ المياه والأوحال من داخله في هذه اللحظة بعد أن وجه صاحبه نداء استغاثة للسلطات المختصة.
هذا المتحف الفريد هو الأول من نوعه بآسفي، يقع في درب المعصرة ب "سماط العدول"، قرب المسجد الأعظم والمدرسة العتيقة، يمكن الوصول إليه من الأبواب الخمسة التي تحيط بسور حاضرة المحيط. يحلم السي عبد العزيز بتحويل مقره إلى متحف دائم مفتوح للجميع، وخاصة لهواة توثيق التراث والذاكرة ليستزيدوا منه ويتعرفوا على تراث وتاريخ البلاد.
هذا المتحف في ملكية جامع التحف النادرة السيد عبد العزيز المودن، الآسفي المولد والتنشئة، وأحد خدام آسفي الأوفياء، النحّات والشاعر، أسير الجمال، العاشق حتى النخاع للتحف القديمة، التي أعطاها كل وقته واهتمامه.
متحف السي عبد العزيز المودن، يناهز عمره خمسة قرون، على مساحة 500 متر مربع. ويضم أزيد من 10 آلاف قطعة نادرة، مصنف بين متاحف العالم بنجمتين اثنتين، وموجود بالدليل السياحي LE GUIDE VERT، وكذلك في دليل LE MICHELIN و LE ROUTARD .
اقتنى المودن بنايته التاريخية سنة 2001، التي لازالت تحتفظ بمعالمها الأساسية القديمة من جدران وأقواس، ثم رممها ووسعها لكي يجعل منها ذاكرة قوية لهذه المدينة الضاربة في أعماق التاريخ، ليتحول المتحف بعد ذلك إلى قبلة للمهتمين والشغوفين بالآثار وعلومها، ومحجّا لضيوف من المغرب وأجانب، وطلبة، وشخصيات من عالم الفكر والأدب، والطب، والاقتصاد، والسياسة، والقانون، وعمال وولاة. كما حظي المتحف بزيارات وازنة على سبيل المثال لا الحصر: السيد عبد الحق المريني مؤرخ المملكة المغربية، والدكتور عباس الجراري مستشار الملك، وفريديريك ميتران Frédéric Mitterrand وزير الثقافة الفرنسي السابق، والسيد المهدي القطبي رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، وعائلة الدكتور "ثور هايردال" قائد سفينة "راع".
ويضم المتحف أنواعا مختلفة من التراث المادي واللامادي. وكل تحفة قديمة تحتل مكانا متميزا في قلب وتفكير السي عبد العزيز، من حرف تقليدية، وتماثيل ومجسمات، وآلات قديمة، وملابس تقليدية، وآلات موسيقية شعبية قديمة وحديثة، وآلات تشغيل الموسيقى والأسطوانات، ورموز وعوائد من الديانات الثلاث، ولوحات تشكيلية، وغناء العيطة وﮜناوة وفرقهم وآلاتهم الموسيقية، ورجال الحرب، وأسلحة قديمة، وطقوس العرس المغربي والآسفي الأصيل، وآلات تصوير، والتبوريدة، وصور ملوك المغرب العلويين، وخزانة كتب قديمة تهتم بتاريخ وتراث آسفي.
ولم تغب عن المشهد نفسه توابل وأواني طبخ، وإنارة، وطقوس احتفال وزواج، وأواني فخارية، ومراحل تطور بعض الحرف والعادات، وأنواع الآلات المستخدمة في الصناعات والموسيقى، ونسخة من التوراة، ونماذج من الأزياء، ومصنوعات الخشب والنجارة، وآليات معاصر الزيتون، والحدادة، وصناعة الورق وتسفير الكتب، وآليات الصيد البحري، والعطور والحلاقة، وما يرتبط بالختانة وقلع الأسنان والحجامة، إلى جانب الحياكة، وصناعات الأحذية، ولوازم الخيل وركوبها".