علي شنور.. البناء العشوائي يهدد سلامة المواطنين ويحول الفيضانات إلى كوارث

علي شنور.. البناء العشوائي يهدد سلامة المواطنين ويحول الفيضانات إلى كوارث مشهد من فاجعة فيضان أسفي وفي الإطار علي‭ ‬شنور،‭ ‬رئيس‭ ‬الجمعية‭ ‬المغربية‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬المستهلك‭
حذّر‭ ‬علي‭ ‬شنور،‭ ‬رئيس‭ ‬الجمعية‭ ‬المغربية‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬المستهلك‭ ‬وعضو‭ ‬الجامعة‭ ‬المغربية‭ ‬لحقوق‭ ‬المستهلك،‭ ‬من‭ ‬خطورة‭ ‬تنامي‭ ‬البناء‭ ‬العشوائي‭ ‬وسوء‭ ‬تدبير‭ ‬التعمير،‭ ‬معتبراً‭ ‬أنهما‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭ ‬الرئيسية‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬اضطراب‭ ‬جوي‭ ‬أو‭ ‬تساقطات‭ ‬مطرية‭ ‬قوية‭ ‬مدخلاً‭ ‬لكوارث‭ ‬إنسانية‭ ‬وعمرانية‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬المدن‭ ‬المغربية،‭ ‬خاصة‭ ‬خلال‭ ‬فصل‭ ‬الشتاء‭.‬

وأوضح‭ ‬علي‭ ‬شنور،‭ ‬أن‭ ‬تكرار‭ ‬مشاهد‭ ‬الفيضانات‭ ‬وانهيار‭ ‬المنازل‭ ‬يخلف‭ ‬خسائر‭ ‬بشرية‭ ‬ومادية‭ ‬جسيمة،‭ ‬تمس‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬سلامة‭ ‬المستهلك‭ ‬وحقه‭ ‬في‭ ‬العيش‭ ‬الآمن،‭ ‬مؤكداً‭ ‬أن‭ ‬عدداً‭ ‬كبيراً‭ ‬من‭ ‬البنايات‭ ‬المشيدة‭ ‬خارج‭ ‬الضوابط‭ ‬القانونية‭ ‬والتقنية‭ ‬يفتقر‭ ‬لشروط‭ ‬السلامة‭ ‬الأساسية،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬جودة‭ ‬مواد‭ ‬البناء،‭ ‬أو‭ ‬احترام‭ ‬المعايير‭ ‬المعتمدة،‭ ‬أو‭ ‬اختيار‭ ‬مواقع‭ ‬غير‭ ‬ملائمة‭ ‬للبناء،‭ ‬لاسيما‭ ‬بالمجاري‭ ‬المائية‭ ‬والمناطق‭ ‬المنخفضة‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬المهيأة‭ ‬عمرانياً‭.‬

وسجل‭ ‬المتحدث‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الواقع‭ ‬يجعل‭ ‬آلاف‭ ‬المساكن‭ ‬عرضة‭ ‬للانهيار‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت،‭ ‬كما‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬مضاعفة‭ ‬أخطار‭ ‬الفيضانات‭ ‬عند‭ ‬تساقط‭ ‬الأمطار،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ضعف‭ ‬المراقبة‭ ‬القبلية‭ ‬والبعدية‭ ‬لأوراش‭ ‬البناء،‭ ‬أو‭ ‬غيابها‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الحالات،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬تفعيل‭ ‬المساءلة‭ ‬والزجر‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬المخالفين،‭ ‬شجع‭ ‬على‭ ‬تفشي‭ ‬العشوائية‭ ‬وكرّس‭ ‬هشاشة‭ ‬عمرانية‭ ‬تهدد‭ ‬السلامة‭ ‬الجسدية‭ ‬للمواطنين‭ ‬وتفرغ‭ ‬قوانين‭ ‬التعمير‭ ‬من‭ ‬مضمونها‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬شدد‭ ‬رئيس‭ ‬الجمعية‭ ‬المغربية‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬المستهلك‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬قانون‭ ‬حماية‭ ‬المستهلك‭ ‬رقم‭‬31.08،‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬يتناول‭ ‬البناء‭ ‬العشوائي‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر،‭ ‬فإنه‭ ‬يكرس‭ ‬مبدأ‭ ‬أساسياً‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬المستهلك‭ ‬في‭ ‬السلامة‭ ‬الجسدية‭ ‬والصحية،‭ ‬ويلزم‭ ‬مختلف‭ ‬المتدخلين‭ ‬بضمان‭ ‬شروط‭ ‬السلامة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬منتوج‭ ‬أو‭ ‬خدمة‭ ‬مقدمة‭ ‬للمستهلك‭. ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬السكن،‭ ‬باعتباره‭ ‬من‭ ‬الحاجيات‭ ‬الأساسية،‭ ‬يندرج‭ ‬ضمن‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬فصله‭ ‬عن‭ ‬حق‭ ‬المستهلك‭ ‬في‭ ‬الحماية‭ ‬من‭ ‬الأخطار‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬حياته‭.‬

واعتبر‭ ‬شنور‭ ‬علي‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬تساهل‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعمير‭ ‬أو‭ ‬غض‭ ‬الطرف‭ ‬عن‭ ‬البناء‭ ‬غير‭ ‬القانوني‭ ‬يشكل‭ ‬مساساً‭ ‬مباشراً‭ ‬بحقوق‭ ‬المستهلك،‭ ‬ويتنافى‭ ‬مع‭ ‬روح‭ ‬القوانين‭ ‬الجاري‭ ‬بها‭ ‬العمل،‭ ‬سواء‭ ‬تلك‭ ‬المتعلقة‭ ‬بحماية‭ ‬المستهلك‭ ‬أو‭ ‬بالتعمير‭ ‬أو‭ ‬بالسلامة‭ ‬العامة‭.‬

ودعا‭ ‬المتحدث‭ ‬إلى‭ ‬القطع‭ ‬النهائي‭ ‬مع‭ ‬ظاهرة‭ ‬البناء‭ ‬العشوائي،‭ ‬وتشديد‭ ‬المراقبة‭ ‬القبلية‭ ‬والبعدية‭ ‬لأوراش‭ ‬البناء،‭ ‬خاصة‭ ‬بالمناطق‭ ‬الهشة،‭ ‬مع‭ ‬تفعيل‭ ‬مبدأ‭ ‬ربط‭ ‬المسؤولية‭ ‬بالمحاسبة‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬كل‭ ‬المتورطين‭ ‬في‭ ‬الترخيص‭ ‬غير‭ ‬القانوني‭ ‬أو‭ ‬التغاضي‭ ‬عن‭ ‬المخالفات‭. ‬كما‭ ‬شدد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تحسيس‭ ‬المستهلكين‭ ‬بعدم‭ ‬الإقدام‭ ‬على‭ ‬اقتناء‭ ‬أو‭ ‬السكن‭ ‬في‭ ‬بنايات‭ ‬غير‭ ‬قانونية،‭ ‬لما‭ ‬تشكله‭ ‬من‭ ‬خطر‭ ‬حقيقي‭ ‬على‭ ‬حياتهم‭ ‬وحياة‭ ‬أسرهم‭.‬

وختم‭ ‬رئيس‭ ‬الجمعية‭ ‬المغربية‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬المستهلك‭ ‬تصريحه‭ ‬بالتأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬حماية‭ ‬المستهلك‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬مراقبة‭ ‬الأسعار‭ ‬أو‭ ‬جودة‭ ‬الخدمات،‭ ‬بل‭ ‬تمتد‭ ‬لتشمل‭ ‬حماية‭ ‬حياته‭ ‬وسلامته‭ ‬الجسدية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يستدعي‭ ‬تضافر‭ ‬جهود‭ ‬المؤسسات‭ ‬والمواطنين‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء،‭ ‬واحترام‭ ‬القانون‭ ‬والقطع‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬التلاعب‭ ‬خارج‭ ‬الإطار‭ ‬القانوني،‭ ‬ضماناً‭ ‬لمدن‭ ‬آمنة‭ ‬وعيش‭ ‬كريم‭ ‬للجميع‭.‬