محمد عزيز الوكيلي: الإصرار الجزائري على العدوان رغم القرار الأممي!!

محمد عزيز الوكيلي: الإصرار الجزائري على العدوان رغم القرار الأممي!! محمد عزيز الوكيلي
لن أستعرض في هذا المقال الأفعال والممارسات العدائية التي درج النظام الجزائري عليها طوال أكثر من نصف قرن، أي أكثر من عمر جيلين من شبابٍ رباهم ذلك النظام على كراهية كل ما هو مغربي، خارقاً بذلك قواعد الشرع الإسلامي والأخلاق الإنسلنية والكونية التي لا يختلف عليها إلا المجانين!!
 
لن أضيع المزيد من الوقت في التعقيب على كل ذلك وتصنيفه في خانات لم يعد يقبل حملها تاريخ أصبح يُدين بدِينِ العلم والمعرفة والاتصال والتواصل من أجل إصلاح ما أفسدته البشرية في مجمل محطات تاريخها الآفل!!
 
سأكتفي هنا، فقط لا غير، بطرح جملة من الأسئلة أثارتها لديّ في هذه الصبيحة الممطرة، والواعدة بموسم شتوي رائع يُشفي الغليل بعد سنوات جَفافٍ عِجاف، أقول، أثارتها لديّ أخبار، تناقلتها وسائل إعلامية وتواصلية، تفيد بأن الجيش الجزائري يعمل الآن، على قدم وساق، في خفر أنفاق كثيرة متقاربة ومتباعدة تحت رمال حدودنا الجنوبية، من أجل تمكين شرذمات البوليساريو من التسلل إلى جدارنا الأمني في نقط منه مختلفة، ومن ثَمّ القيام بهجمات مباغتة على قُواتنا، وبالتالي على مواطنينا، الذين يُرابطون بتلك الحدود على حساب راحتهم وهنائهم ليحموها من اعتداءات المعتدين... وأرجو من هذا المنبر أن نجدد لهؤلاء الصناديد الثناءَ والامتنانَ وأن ندعو لهم بمزيد الصبر والنصر والغلَبة... دعونا نتساءل إذَنْ:
 
- ما الذي تريده الجزائر من بعدِ ما أصدر مجلس الأمن قراره القاطع، والقطعي، بالجلوس إلى طاولة تَفاوُضٍ مستديرة على أساس مقترحنا للحكم الذاتي، و"المستديرة" معناها تَساوي المسؤولية بين جميع الأطراف الجالسة حولها؟!
 
- هل تريد الجزائر أن تخبر مجلس الأمن بأنها تقول له "طز فيك وفي قرارك، واذهب أنت وهيئاتك إلى ذلك التفاوض إنا هاهنا قاعدون ورافضون"؟!
 
- أم أن الجزائر ترغب في التخلص من ميليشياتها الجنوبية فلم تجد أفضل من الدفع بها إلى الانتحار الجماعي، من خلال تشجيعها على القيام بعمليات سيكون المجتمع الدولى أول وأكبر المهللين لمواجهتها بردّ مغربي لا نظير له قوةً وشراسةً، لأنه سيكون موضوع تفهُّمٍ جامعٍ وغير مسبوق من لدن هيأة الأمم المتحدة، ومجلسها الأمني، ومن لدن كل المنظمات والهيئات القومية والجهوية والقارية والعالمية، نظراً لثبوت شرعية الدفاع المغربي عن النفس، الأمر الذي سيجعل ردات فعل المغرب أقوى وأشدَّ ضراوةً من أي وقت مضى وبمباركة عالمية؟!
 
- أم هل تريد الجزائر، فقط لا غير، أن تُمعِن في استغباء واستحمار شعبها المسطول كعادتها، لمزيدِ إلهائه عن معاناته اليومية مع اقتصاد ساقط إلى أسفل سافلين، ومع طوابير لم تترك مجالا من مجالات المَعيش اليومي لذلك الشعب إلا بصمت عليه بخواتم الذُّلّ والحَطِّ من الكرامة في انتظار الذي يأتي ولا يأتي؟!
 
- أم هل تبحث الجزائر عن الإمساك بآخر الخيوط المفضية إلى حرب مباشرة؛ على أمل أن يبصم المغرب على بدايتها، بعد أن عيلَ صبرُهُ ولم يعد يجد أمامه إلاّ الاستسلام لرغبة ذلك الجار في حرق الأخضر واليابس، علما بأن ذلك الجار ليس له ما يخسره إن نشبت هذه الحرب لا قدر الله، لأنه خسر كل شيء مُسْبَقاً، ومنذ أن بدأ نزاعه المفتعل هذا لأول وهلة: خسر ماله واقتصاده، خسر فعالية دبلوماسيته، خسر أصدقاءه وشركاءه، وخسر سمعته ومكانته بين الدول والشعوب والأمم، وصار يمنّي النفس بحرب من شأنها أن تُوقف التقدم والتفوق المفربيين في كل المجالات التي ربحها المغرب وخسرها ذلك الجار بكل بلاهة؟!
 
- هل تريد الجزائر فقط، حَسَداً من عند أنفس حُكامها، أن تقوّض استعداداتنا لاستضافة الاستحقاقات السياسية والدبلوماسية والرياضية العالمية، التي أيقنت الجزائر أنها لن تحظى بشرف احتضانها ولا في الأحلام؟!
 
- أم أن الجزائر ترغب في إشهاد العالم من حولها بأنها فعلا دولة قارة، وقوة ضاربة، قادرة على مقارعة المنتظَم الدولي، ومعارضة قراراته، وتعطيل جهوده التي أنشئ من أجل بَذْلِها وأدائِها، تماماً كما كان يفعل الاتحاد السوفياتي أيام المجرم المجنون ستالين، ووريثه المخبول خروتشيف، أو كما كان يفعل المَخابيلُ هتلر وموسوليني وفرانكو وبوكاسا... حتى وذلك النظام الكسيح يعلم علم اليقين ما آل إليه كل هؤلاء من السقوط المدوّي في مَطارِح التاريخ ومَزابِلِه؟!
 
أريد فقط أن أفهم، وأنتم معي بلا ريب، ما الذي يريد النظام الجزائري بعد صدور القرار 2797 أن يقوله لنا جميعاً من خلال هذا الخبر المنتشِر، في هذه الصبيحة الشتوية، عن الحُفَر والأنفاق التي ينكبّ الآن على فتحها على حدودنا الجنوبية بلا أدنى ذرة من مروءة أو حياء؟!
 
نِهايتُه... الظاهر أننا هذه الأيام على أعتاب "مسيرة كحلة" جديدة لا تشبه في شيء كل المسيرات السابقة، لأنها إن بدأت هذه الكَرّةَ فلن تُبقي ولن تَذَر... نسأل الله السلامة والعافية!!!
 
 
محمد عزيز الوكيلي، إطار تربوي متقاعد.