جمال الدين ريان: تساؤل مشروع: هل تستهزئ وزارة العلاقة مع البرلمان بمغاربة العالم؟

جمال الدين ريان: تساؤل مشروع: هل تستهزئ وزارة العلاقة مع البرلمان بمغاربة العالم؟ جمال الدين ريان
إن طرح هذا السؤال اليوم ليس مجرد استفزاز أو مبالغة، بل هو انعكاس لغضب حقيقي يتنامى داخل أوساط مغاربة العالم وجمعياتهم، خاصة عندما يتعلق الأمر بجائزة يفترض أن تكون عنوانًا للجدية والاعتراف. فكيف يمكن لوزارة العلاقة مع البرلمان والمجتمع المدني أن تمنح جائزة المجتمع المدني لمغاربة العالم لبعض الجمعيات، بينما شروط الجائزة نفسها غامضة أو غير معروفة لدى الكثيرين؟

علامات استفهام كبيرة:
- غياب الشفافية:
من غير المقبول أن تظل معايير وشروط الجائزة غير واضحة أو متداولة في دوائر مغلقة، وكأن الأمر يتعلق بنادٍ حصري لا يُسمح للجميع بولوجه. أين هي الشفافية في الإعلان، وأين هو تكافؤ الفرص؟

- اختيار جمعيات دون أخرى: إذا كانت الجمعيات المكرَّمة مجهولة لدى معظم أفراد الجالية أو حتى جمعياتها النشيطة، فهنا يحق التساؤل: هل الاختيار مبني على معايير موضوعية أم على علاقات ومصالح ضيقة؟

- إحساس بالاستهانة: حين يشعر مغاربة العالم بأنهم يُستعملون كواجهة إعلامية فقط، وأن الجوائز تُمنح دون اعتبار لمجهوداتهم الحقيقية أو حتى دون إشراكهم في وضع الشروط، فهذا فعلاً يرقى إلى الاستهزاء.

قد يقول البعض إن الأمر لا يتجاوز "سوء تواصل" أو "قصور إداري"، لكن تكرار مثل هذه الممارسات يبعث برسائل واضحة: إما أن الوزارة لا تُعير مغاربة العالم الاهتمام الكافي، أو أنها تعتبرهم مجرد أداة تزيين لصورة المغرب في الخارج.

إن استمرار منح الجوائز في غياب شروط واضحة وشفافة، وفي ظل غموض يكتنف معايير الاختيار، يُعد استهزاءً بمغاربة العالم واستخفافًا بعقولهم. فإذا كانت الوزارة تريد فعلاً أن تكرم أبناء الوطن بالخارج، فعليها أولاً أن تحترم ذكاءهم وتضع المعايير تحت المجهر، بدل توزيع الجوائز في غرف مغلقة وبطرق تفتقر إلى المصداقية. الاعتراف الحقيقي يبدأ من الشفافية، وكل ما عدا ذلك لا يعدو أن يكون عملية تجميلية لا تقنع أحدًا.