أقامت مشيخة الطريقة الكتانية، أمس الاثنين بزاويتها بسلا، أمسية صوفية دعوية احتفالا بالموسم الأكبر السنوي للطريقة الذي يقترن باحتفالها مولد عيد المولد النبوي.
ودأبت الطريقة الكتانية، منذ تأسيسها عام 1308 هجرية (1887 ميلادية)، على الاحتفال بموسمها السنوي بمختلف زواياها بالحواضر والبوادي بجهات وأقاليم المملكة.
وأكد شيخ الطريقة الكتانية، عبد اللطيف الشريف الكتاني، في كلمة توجيهية للمريدين الكتانيين والمنتسبين ومحبي الطريقة، أن الاحتفال بمولد خاتم الأنبياء والمرسلين، هو فضيلة ومناسبة كريمة وفرصة إنسانية مقدسة جليلة تتزامن واحتفال الطريقة الكتانية بموسمها السنوي الأكبر، الذي "نسعى من خلاله إلى التذكير بأيام الله الخالدات ونتدارس فيها الشمائل النبوية ونستخلص منها العبر..."، مضيفا أن "الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ما هو بعبادة ولا بعقيدة، لأن العقائد الإسلامية وشعائر ديننا الحنيف كما هو معلوم حصرية لا يزاد عليها ولا ينقص منها شيء، وإنما هو احتفال يدخل في إطار الدعوة إلى الله التي لا تتوقف، دعوة قائمة مستمرة، دائمة عبر الأيام والشهور والدهور بكل بيوت الله، مساجد وزوايا بل حتى ببيوتنا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها".
وأشار شيخ الطريقة الكتانية إلى أن "تظافر عوامل التطور في عصرنا الحاضر ومستجداته المتسارعة وأحداثه المتوالية أبعدتنا عن أنفسنا وعن مقوماتنا وهويتنا الإسلامية الأصيلة وتاريخنا المجيد وعن مرتكزات قيمنا الحضارية العريقة، ولعله قد آن الأوان لأن تغتنم الأمة الإسلامية مناسبة إشراق أنوار الحقيقة الأحمدية على الوجود في هذه الأيام المباركة لفتح آفاق الحوار الجاد على مختلف المستويات بكامل العناية والرفق وغاية الرحمة والود بين جميع أطياف الأسر المسلمة وشرائح المجتمع الإسلامي في مسامرات ومحاضرات للعودة بنا وبأجيالنا الصاعدة إلى منطلقاتنا الإسلامية الثابتة وقيمنا الحضارية التليدة".
تضمن برنامج هذه الأمسية الصوفية ختم القرآن الكريم بقصر السور جماعة، وقراءة اللطيف الصغير جماعة، ثم أمداحا نبوية، وختم الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض، وختم كتاب صحيح البخاري ينتهي بقراءة التسبيح ثم الصلاة المشيشية والمنفرجة.