شهدت ألمانيا خلال العام الجاري تراجعاً قياسياً في عدد طلبات اللجوء، ما أدى إلى فقدانها مركزها كأكبر دولة أوروبية مستقبِلة للاجئين لأول مرة منذ عام 2011، وفق بيانات وكالة اللجوء الأوروبية (EUAA).
ووفق الأرقام غير المنشورة التي ستُعلن رسمياً الأسبوع المقبل، انخفضت طلبات اللجوء المقدّمة في ألمانيا بين يناير وشتنبر بما يقارب 94 ألف طلب مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مسجّلةً تراجعاً نسبته 52%—وهو ما يعادل ضعف متوسط الانخفاض في دول الاتحاد الأوروبي البالغ 26.6%.
وبهذا التراجع، حلّت ألمانيا في المركز الرابع أوروبياً خلف إسبانيا وفرنسا وإيطاليا، بعدما كانت تحتفظ بالمركز الأول بشكل شبه متواصل منذ 2011.
وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبرينت وصف هذه الأرقام بأنها " مؤشر واضح على نجاح نهج الحكومة الاتحادية"، مؤكداً أن سياسة التشدد والرقابة أعطت "نقطة تحول حقيقية" في ملف الهجرة.
وأضاف: " سنواصل العمل بحزم خلال العام المقبل لإنهاء الضغط الذي تتعرض له مجتمعاتنا بسبب الهجرة غير الشرعية، ونسعى إلى خفض الأعداد بشكل أكبر."
وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع اتجاه المستشار الألماني لإنهاء الرقابة الحدودية بعد إجراءات أوروبية جديدة تفرض قيوداً أكثر صرامة على الهجرة.
هذا الانخفاض في ألمانيا يقابله تشدد متزايد في دول أخرى للتعامل مع موجات الهجرة، حيث أعلنت فنلندا تعزيز حدودها مع روسيا وسط مخاوف من "الهجرة المسيسة".