أكادير.. اختتام ندوة دولية حول الصحراء المغربية بإعلان توصيات استراتيجية

أكادير.. اختتام ندوة دولية حول الصحراء المغربية بإعلان توصيات استراتيجية مشاهد من اللقاء
اختُتمت بمدينة أكادير الندوة الدولية حول "قضية الصحراء: رهانات الحاضر وآفاق المستقبل"، بعد أيام من النقاش العلمي الذي شارك فيه خبراء وباحثون ودبلوماسيون من دول مختلفة، في لحظة اتسمت بتزامنها مع الدينامية التي أعاد إحياءها القرار الأممي الصادر في 31 أكتوبر، والداعم بوضوح لمبادرة الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية. وقد شكل الحفل الختامي فرصة لتجميع خلاصات هذا الحدث الأكاديمي وتثمين ما أفرزه من نقاشات ورؤى جديدة.
 
وفي كلمتها الختامية، أكدت كبيرة بوواشا، المديرة التنفيذية للندوة، أن هذا اللقاء الدولي نجح في ترسيخ تقليد بحثي يقوم على التحليل الهادئ والرؤية المتبصرة لمسار القضية الوطنية. وأشارت إلى أن الجلسات العلمية التي شهدتها الندوة عكست اهتماماً واسعاً من الباحثين المشاركين، الذين قدموا مقاربات متعددة ساهمت في إثراء النقاش حول مستقبل الملف في ظل المستجدات الأممية الأخيرة.
 
وشهد الحفل لحظة إنسانية مؤثرة تم خلالها تكريم أرواح ثلاثة من الفاعلين الذين ارتبط اسمهم بأنشطة جمعية الصحراء لسنوات، حيث جرى تسليط الضوء على تأثيرهم خلال حياتهم وعلى ما قدموه من إسهامات دعمت العمل الوطني والترافع حول قضية الصحراء. وقد شكل هذا التكريم رسالة تقدير ووفاء لمن بصموا مسار الجمعية وأثروا في محيطها الأكاديمي والمدني.
 
كما تميز الحفل بتوقيع مجموعة من مذكرات التفاهم واتفاقيات التعاون بين جمعية الصحراء ومؤسسات مدنية وسياسية من بلدان مختلفة، في خطوة تهدف إلى توسيع شبكة الشراكات الدولية وتعزيز الجهود المتعلقة بالدبلوماسية الموازية وتبادل الخبرات. 
 
وترى الجهة المنظمة أن هذه الاتفاقيات تأتي لفتح آفاق جديدة للعمل المشترك، خصوصاً في مجالات الترافع الدولي والبحث العلمي والتواصل حول القضية المغربية داخل المحافل الإقليمية والأممية.
 
وجرى أيضاً تقديم التوصيات الختامية للندوة، والتي أشادت بالدينامية التي كرسها القرار الأممي الأخير، داعية إلى تعزيز الترافع الأكاديمي والإعلامي حول مبادرة الحكم الذاتي، وتطوير القنوات الدبلوماسية المتعددة المسارات، وتنويع أدوات التواصل الدولية لتقديم صورة دقيقة عن ما تعرفه الأقاليم الجنوبية من تطورات إيجابية.
 
 كما أكدت التوصيات ضرورة الاستثمار بشكل أكبر في البحث العلمي، وخلق جسور تعاون بين الجامعات ومراكز التفكير لإنتاج معرفة رصينة تخدم مسار القضية الوطنية.
 
وانتهى الحفل في أجواء إيجابية طبعها رضا المشاركين الذين أثنوا على جودة التنظيم وعمق النقاشات التي ميزت هذه الندوة الدولية.
 
وغادر الحضور مدينة أكادير بإحساس بأن هذا الموعد لم يكن مجرد لقاء أكاديمي، بل خطوة إضافية في مسار ترسيخ دبلوماسية مدنية واعية بالتحولات التي تعرفها القضية الوطنية ومعبّرة عن ثقة متجددة في آفاقها المستقبلية.