ورشة تكوينية بالصويرة تعمق وعي الشباب والنساء بأدوارهم في المشاركة السياسية

ورشة تكوينية بالصويرة تعمق وعي الشباب والنساء بأدوارهم في المشاركة السياسية جانب من اللقاء
نظمت جمعية الوادي الأخضر للتنمية، أخيرا،  بالثانوية التأهيلية محمد الخامس بمدينة الصويرة، ورشة جديدة ضمن برنامجها التحسيسي الموجه إلى الشباب والنساء، حول موضوع المشاركة السياسية. 
 
وتأتي هذه المبادرة في إطار شراكة قائمة بين الجمعية وصندوق الدعم المخصص لتشجيع تمثيلية النساء التابع لوزارة الداخلية، وهو ما يمنح المشروع بعدا مؤسساتيا يسعى إلى تعزيز ثقافة المشاركة المواطنة داخل الأوساط التعليمية والشبابية.
 
وتناول مؤطرو الورشة، مجموعة واسعة من المفاهيم التي تشكل مدخلا أساسيا لفهم الحياة السياسية بالمغرب، بدءا بالتعريف بدور الجماعات الترابية في تدبير الشأن المحلي، مرورا بوظائفها واختصاصاتها المختلفة سواء الذاتية أو المشتركة أو المنقولة. كما تم التوقف عند طبيعة التقسيم الإداري الوطني، وطريقة عمل مختلف المؤسسات المنتخبة، إضافة إلى تقديم شروحات مبسطة حول الأنظمة السياسية المعتمدة عالميا وخصائص النموذج المغربي في هذا المجال.
 
وشكلت الورشة فرصة للتذكير بأهمية الحق في المشاركة السياسية، باعتباره ركنا من أركان المواطنة، ولتسليط الضوء على السبل القانونية المتاحة أمام الشباب والنساء، للمساهمة في اتخاذ القرار العمومي سواء من خلال التسجيل في اللوائح الانتخابية أو متابعة عمل المجالس المنتخبة أو المشاركة في النقاشات العمومية التي تهم الشأن العام. 
 
كما تم التطرق إلى مبدأي اللامركزية واللاتمركز وما يمثلانه من آليات لتقريب الإدارة من المواطن وتمكينه من المساهمة بشكل مباشر في تحديد أولويات التنمية داخل مجتمعه المحلي، إضافة إلى إبراز قيمة المساواة ورفض كل أشكال التمييز باعتبارها شروطا أساسية لتعزيز المشاركة المتوازنة بين جميع الفئات.
 
ويهدف هذا البرنامج التحسيسي إلى دعم قدرات الطلبة المشاركين وتمكينهم من معارف أكثر دقة حول مفاهيم المواطنة الفاعلة، فضلا عن مساعدتهم على فهم التحديات التي تواجه المشاركة السياسية في السياق الوطني الحالي، مثل ضعف الوعي بدور المؤسسات المنتخبة أو محدودية انخراط الشباب في المسار الانتخابي، كما تسعى الورشة إلى توضيح المستجدات الدستورية والقانونية التي تمنح للمواطنين فرصا أكبر للتأثير في القرارات العمومية ومراقبة السياسات المحلية.
 
وفي تصريح ل"أنفاس بريس" أوضح عضو اللجنة الجهوية لحقوق الانسان بجهة مراكش اسفي ومؤطر الورشة خليد سرحان، أن الورشة تندرج  ضمن مشروع أوسع تتبناه الجمعية بشراكة مع صندوق دعم تمثيلية النساء، ويهدف إلى تكوين جيل جديد من الشباب القادرين على فهم محيطهم السياسي والاجتماعي، واكتساب الأدوات التي تجعلهم فاعلين ومسؤولين داخل مجتمعهم، وأضاف أن المشروع يعتمد على مقاربة تشاركية تدمج التكوين النظري بالممارسات التطبيقية، من خلال نقاشات مفتوحة وتمارين محاكاة تهدف إلى تعزيز الثقة بالنفس وصقل مهارات التواصل والتحليل.
 
وأبرز سرحان أن الورشة عرفت حضورا لافتا لأكثر من مائة مشارك، من طلبة دبلوم التقني العالي، حيث عبر العديد منهم عن رغبتهم في التسجيل لأول مرة في اللوائح الانتخابية، مؤكدين استعدادهم للمساهمة بجدية في المسار الديمقراطي الوطني، مشيرا إلى أن السياح الطلبة تقدموا بمقترحات عملية، من بينها تأسيس ناد تربوي داخل المؤسسة يعنى بقضايا المواطنة، إلى جانب تنظيم زيارة إلى المجلس الجماعي بالصويرة للاطلاع عن قرب على كيفية اشتغال مؤسسة منتخبة، ومناقشة انشغالاتهم مع رئيس المجلس وأعضائه.
 
وتعكس هذه التفاعلات المتزايدة، يقول سرحان، رغبة واضحة لدى الشباب، في لعب دور أكبر داخل مجتمعهم، كما تؤكد أهمية المبادرات التوعوية التي تعمل على تقريب المفاهيم السياسية من فئات واسعة من المواطنين وخاصة داخل المؤسسات التعليمية، التي تشكل فضاء خصبا لبناء الوعي وتعزيز قيم المشاركة الإيجابية.