الصويرة... شعلة الجودة تضئ درب زيت الزيتون نحو العالمية

الصويرة... شعلة الجودة تضئ درب زيت الزيتون نحو العالمية خطفت تعاونية زيوت البيضاء بجماعة سيدي إسحاق، الأنظار بنيلها الميدالية الذهبية في الصنف المغربي
أسدل الستار، يوم السبت 29 نونبر 2025 بمدينة الصويرة، على الدورة الخامسة للمسابقة الجهوية لأجود الزيوت البكر الممتازة "أوليا موكادور 2025"، التي شكلت موعدا فلاحيا أصبح ينتظر بشغف، لأنه يمثل مساحة للتنافس الشريف وفضاء لتكريم الفلاح والعمل الجماعي، ولأنه يعكس صورة الأرض المعطاء التي تواصل كتابة قصة زيت الزيتون المغربي بإصرار وعزيمة.
وشهدت هذه النسخة، التي أشرفت على تنظيمها الجمعية الإقليمية لمنتجي الزيتون بالصويرة، بشراكة مع المديرية الجهوية للفلاحة والمركز الجهوي للبحث الزراعي بمراكش، مشاركة واسعة للتعاونيات والضيعات الفلاحية ومؤسسات البحث العلمي، مما أعطى للتظاهرة طابعا احترافيا قويا، فقد خضعت 112 عينة لعملية تقييم دقيقة، أشرفت عليها لجنة تحكيم دولية، تتكون من خبراء معتمدون عالميا في تقنيات التذوق الحسي، وهو ما منح المسابقة مصداقية عالية ورسخ أهميتها كمنصة لتجويد الإنتاج وتعزيز تنافسيته.
وأجمع المتدخلون، على أن التظاهرة تحولت إلى محطة استراتيجية لدفع زيت الزيتون المغربي، نحو موقع ريادي داخل الأسواق العالمية، من خلال تثمين الجودة وتشجيع الابتكار واعتماد أساليب عصرية في الإنتاج والاستخلاص، دون التفريط في الهوية الترابية المميزة لكل منطقة وما تحمله من نكهة خاصة وقيمة تاريخية.
وجاءت لحظات التتويج، لتعكس حجم الجهد المبذول طيلة الموسم الفلاحي، حيث تم إعلان نتائج المسابقة في فئات الممتاز والميدالية الذهبية والفضية والبرونزية، وكان لافتا تألق تعاونيتين من إقليم الصويرة، يتعلق الامر بتعاونية الذراع الشياظمة بجماعة المزيلات التي حصدت شهادة ذهبية وفضيتين، في فوز يعبر عن قدرة التعاونيات على لعب دور أساسي في الرفع من الجودة وتحسين شروط التنافس، وأكد رئيسها عماد الفيطح أن هذا التفوق ثمرة عمل جماعي ورغبة متواصلة في تعزيز إشعاع زيت الشياظمة محليا ودوليا.
كما خطفت تعاونية زيوت البيضاء بجماعة سيدي إسحاق، الأنظار بنيلها الميدالية الذهبية في الصنف المغربي، وهو تتويج اعتبره رئيسها حفيض البيضاء رسالة واضحة، تؤكد أن التعاونيات أصبحت ركيزة أساسية في دعم الاقتصاد التضامني، وتحفيز الفلاحين على تطوير منتجاتهم وفتح آفاق جديدة نحو أسواق أوسع.
ولم تقتصر التظاهرة على التنافس، بل تحولت إلى منصة علمية ومعرفية، حيث احتضنت جلسات، قدم خلالها خبراء دوليين، أحدث الابتكارات في الإنتاج والاستخلاص والتسويق، إضافة إلى ورشات للتذوق موجهة للفلاحين وطلبة التكوين المهني لاكتساب مهارات التقييم الحسي والتعرف على المعايير العالمية للجودة.
كما شكلت المائدة المستديرة التي احتضنتها فعاليات الدورة، فرصة للنقاش حول سبل تعزيز الحكامة داخل التجمعات الحاملة لعلامات المنشأ والجودة، وآليات تطوير التأطير وتقوية التنظيم واعتماد المعايير الدولية كرافعة أساسية لتدعيم مكانة زيت الزيتون المغربي في المستقبل.
واكتسبت الدورة طابعا دوليا، بحضور وفود من السعودية والأردن وتونس، في مؤشر واضح على الاهتمام المتزايد بزيت الزيتون المغربي ومكانته المتقدمة في الساحة العالمية.