لماذا تم التشطيب على الرياضة المدرسية من السياسة العمومية؟!

لماذا تم التشطيب على الرياضة المدرسية من السياسة العمومية؟! اكتشاف المواهب والتحديات البنيوية التي تعيق استمرارها كرافد للرياضة الوطنية
تعددت‭ ‬أدوار‭ ‬الرياضة‭ ‬المدرسية،‭ ‬فهي‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬دورها‭ ‬التربوي‭ ‬والتكويني‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬شكلت‭ ‬وما‭ ‬تزال‭ ‬مشتلا‭ ‬خصبا‭ ‬لاكتشاف‭ ‬المواهب‭ ‬الواعدة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تعزز‭ ‬الحضور‭ ‬المغربي‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الرياضية‭ ‬المحلية‭ ‬والدولية،‭ ‬إذ‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬ظهور‭ ‬أسماء‭ ‬بارزة‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬الرياضية،‭ ‬منها‭ ‬من‭ ‬بلغ‭ ‬العالمية‭ ‬ومنها‭ ‬من‭ ‬اكتفى‭ ‬بالريادة‭ ‬القارية‭ ‬والوطني‭ ‬في‭ ‬تخصصات‭ ‬رياضية‭ ‬متنوعة‭ ‬خاصة‭ ‬أم‭ ‬الرياضات‭.‬
‭"‬أنفاس بريس‭" ‬تفتح‭ ‬نافذتها‭ ‬على‭ ‬الرياضة‭ ‬المدرسية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سؤال‭ ‬جوهري‭ ‬يسائلنا‭ ‬حول‭ ‬استمرار‭ ‬الرياضة‭ ‬المدرسية‭ ‬كرافد‭ ‬أساسي‭ ‬للرياضة‭ ‬الوطنية،‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الرافد‭ ‬قد‭ ‬نضب؟

‮ ‬
للرياضة‭ ‬المدرسية‭ ‬أهمية‭ ‬بارزة‭ ‬في‭ ‬المنظومة‭ ‬الرياضية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬اكتشاف‭ ‬المواهب‭ ‬الرياضية‭ ‬الناشئة‭ ‬ورعايتها‭ ‬وتوفير‭ ‬بيئة‭ ‬محفزة‭ ‬للتعليم‭ ‬وللرياضة،‭ ‬سعيا‭ ‬لتوسيع‭ ‬فرص‭ ‬المشاركة‭ ‬وتعزيز‭ ‬تجربة‭ ‬التلاميذ‭ ‬والطلبة‭ ‬في‭ ‬الميدان‭ ‬الرياضي،‭ ‬بما‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬رؤية‭ ‬الوزارة‭ ‬الوصية‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬جيل‭ ‬مبدع‭ ‬ومسؤول‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬الإسهام‭ ‬في‭ ‬نهضة‭ ‬وطنه‭ ‬رياضيا‭ ‬وفكريا‭.‬
‮ ‬
لكن‭ ‬هل‭ ‬لازالت‭ ‬الرياضة‭ ‬المدرسية‭ ‬تشكل‭ ‬رافدا‭ ‬أساسيا‭ ‬للرياضة‭ ‬الوطنية؟
للرد‭ ‬على‭ ‬سؤالنا‭ ‬الجوهري،‭ ‬أوضح‭ ‬الحسين‭ ‬بوهروال‭ ‬المدير‭ ‬السابق‭ ‬لمديرية‭ ‬الارتقاء‭ ‬بالرياضة‭ ‬المدرسية،‭ ‬في‭ ‬حديثه‭ ‬لـ‭ ‬"أنفاس بريس"‭ ‬أن‭ ‬التربية‭ ‬البدنية‭ ‬والرياضة‭ ‬المدرسية‭ ‬بالنسبة‭ ‬للرياضة‭ ‬المدنية،‭ ‬تعتبر‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬المتقدمة‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬رافدا‭ ‬أساسيا‭ ‬اعتبارا‭ ‬لما‭ ‬تحظى‭ ‬به‭ ‬الممارسة‭ ‬الرياضية‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الأمريكي‭.‬

ومنذ‭ ‬استقلاله‭ ‬عام‭ ‬1956‭ ‬اهتم‭ ‬المغرب‭ ‬تدريجيا‭ ‬بالممارسة‭ ‬الرياضة‭ ‬بصفة‭ ‬عامة‭ ‬والتربية‭ ‬البدنية‭ ‬والرياضة‭ ‬بالمؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬على‭ ‬الخصوص،‭ ‬وهكذا‭ ‬تم‭ ‬إحداث‭ ‬مراكز‭ ‬تكوين‭ ‬مدرسي‭ ‬التربية‭ ‬البدنية‭ ‬والرياضة‭ ‬المدرسية‭ ‬لتعويض‭ ‬الأجانب‭ ‬الذي‭ ‬ظلوا‭ ‬يشغلون‭ ‬المناصب‭ ‬زمنا‭ ‬لا‭ ‬بأس‭ ‬به‭ ‬بعد‭ ‬الاستقلال،‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬السياق‭ ‬أحدثت‭ ‬اللجنة‭ ‬العليا‭ ‬للرياضة‭ ‬المدرسية‭ ‬والجامعية‭ ‬والجمعيات‭ ‬الرياضية‭ ‬بالإعدادات‭ ‬والثانوية‭ ‬حيث‭ ‬بات‭ ‬التلاميذ‭ ‬يستفيدون‭ ‬من‭ ‬ممارسة‭ ‬التربية‭ ‬البدنية‭ ‬والرياضة‭ ‬لمدة‭ ‬6‭ ‬ساعات‭ ‬في‭ ‬الأسبوع،‭ ‬ثلات‭ ‬منها‭ ‬مخصصة‭ ‬للتدريس‭ ‬داخل‭ ‬القسم‭ ‬معتمدة‭ ‬في‭ ‬جدول‭ ‬حصص‭ ‬المواد‭ ‬المدرسة‭ ‬وثلاث‭ ‬آخر‭ ‬مخصصة‭ ‬لحصة‭ ‬الجمعية‭ ‬الرياضية‮ ‬ASS‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تمارس‭ ‬زوالي‭ ‬الأربعاء‭ ‬والجمعة‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬بطولات‭ ‬محلية‭ ‬ووطنية،‭ ‬كان‭ ‬يحضرها‭ ‬رؤساء‭ ‬ومنقبو‭ ‬الرياضة‭ ‬المدنية‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬في‭ ‬أغلبيتهم‭ ‬من‭ ‬الأساتذة‭ ‬تقوية‭ ‬للجسور‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تربط‭ ‬المؤسسة‭ ‬التعليمية‭ ‬بالنادي‭ ‬الرياضي‭.‬

‬وكان‭ ‬أساتذة‭ ‬التربية‭ ‬البدنية‭ ‬والرياضة‭ ‬في‭ ‬أغلبيتهم‭ ‬هم‭ ‬مؤطرو‭ ‬الأندية‭ ‬بل‭ ‬كانوا‭ ‬يشكلون‭ ‬عمودها‭ ‬الفقري‭ ‬كلاعبين‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬التلاميذ‭ ‬الموهوبين‭ ‬ولذلك‭ ‬كانت‭ ‬الرياضة‭ ‬المدرسية‭ ‬رافدا‭ ‬رياضيا‭ ‬وتربويا‭ ‬وأخلاقيا‭ ‬وجماهيريا‭ ‬للرياضة‭ ‬الوطنية‭.‬

‬وأضاف‭ ‬الحسين‭ ‬بوهروال،‭ ‬أن‭ ‬الأوضاع‭ ‬تطورت،‭ ‬وأحدثت‭ ‬مديرية‭ ‬التربية‭ ‬البدنية‭ ‬والرياضة‭ ‬والصحة‭ ‬المدرسية‭ ‬تم‭ ‬مديرية‭ ‬الرياضة‭ ‬المدرسية‭ ‬وأخيرا‭ ‬مديرية‭ ‬الارتقاء‭ ‬بالرياضة‭ ‬المدرسية،‭ ‬تعبيرا‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬عن‭ ‬حرصها‭ ‬على‭ ‬الارتقاء‭ ‬بالرياضة‭ ‬المدرسية‭ ‬وبعد‭ ‬ذلك،‭ ‬أي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1996‭ ‬أحدثت‭ ‬الجامعة‭ ‬الملكية‭ ‬المغربية‭ ‬للرياضة‭ ‬المدرسية‭ ‬التي‭ ‬فتحت‭ ‬آفاقا‭ ‬واسعة‭ ‬أمام‭ ‬المدرسيين‭ ‬للمشاركة‭ ‬بانتظام‭ ‬في‭ ‬البطولات‭ ‬الوطنية‭ ‬وانطلاقا‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬البطولات‭ ‬العالمية‭ ‬والفوز‭ ‬المنتظم‭ ‬ببعضها‭.‬

ويرجع‭ ‬الفضل‭ ‬وفق‭ ‬محاورنا،‭ ‬في‭ ‬ترقية‭ ‬إدارة‭ ‬التربية‭ ‬البدنية‭ ‬والرياضة‭ ‬المدرسية‭ ‬من‭ ‬مصلحة‭ ‬إلى‭ ‬مديرية‭ ‬مركزية‭ ‬قائمة‭ ‬الذات‭ ‬إلى‭ ‬الملك‭ ‬الراحل‭ ‬الحسن‭ ‬الثاني،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬عام‭ ‬1994‭ ‬بعد‭ ‬فشل‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭. ‬أما‭ ‬الفضل‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬استمرار‭ ‬مديرية‭ ‬الارتقاء‭ ‬بالرياضة‭ ‬المدرسية‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭ ‬إلى‭ ‬اليوم‭ ‬فيعود‭ ‬إلى‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬الذي‭ ‬أمر‭ ‬بإعادة‭ ‬مديرية‭ ‬الارتقاء‭ ‬بالرياضة‭ ‬المدرسية‭ ‬إلى‭ ‬مكانها‭ ‬الطبيعي‭ ‬في‭ ‬الهيكلة‭ ‬العامة‭ ‬للوزارة‭.‬

‬وأوضح‭ ‬بوهروال‭ ‬أنه‭ ‬ورغم‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬النجاحات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬ينكرها‭ ‬إلا‭ ‬جاحد‭ ‬أو‭ ‬جاهل،‭ ‬فإن‭ ‬الرياضة‭ ‬المدرسية‭ ‬المغربية‭ ‬باتت‭ ‬تشكو‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬المعيقات‭ ‬الخارجة‭ ‬عن‭ ‬إرادتها‭ ‬من‭ ‬بينها،‭ ‬حسب‭ ‬بوهروال،‭ ‬عدم‭ ‬اهتمام‭ ‬الإعلام‭ ‬سواء‭ ‬العمومي‭ ‬أو‭ ‬الخصوصي‭ ‬بالرياضة‭ ‬المدرسية،‭ ‬تزايد‭ ‬أعداد‭ ‬التلاميذ‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬مواكبة‭ ‬تكوين‭ ‬أساتذة‭ ‬التربية‭ ‬البدنية‭ ‬والرياضة‭ ‬بالعدد‭ ‬الكافي‭ ‬اللازم‭ ‬لتغطية‭ ‬جميع‭ ‬المؤسسات‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬التعليم‭ ‬الاولي‭ ‬والابتدائي،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تقسيم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬وتحويل‭ ‬بعض‭ ‬ملاعبها‭ ‬إلى‭ ‬قاعات‭ ‬لتلقي‭ ‬الدروس‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬الابقاء‭ ‬على‭ ‬زوالي‭ ‬الأربعاء‭ ‬والجمعة‭ ‬لممارسة‭ ‬حصص‭ ‬الجمعية‭ ‬الرياضية‮ ‬ASS‬

وأشار‭ ‬محدثنا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬شبه‭ ‬قطيعة‭ ‬بين‭ ‬الرياضة‭ ‬المدرسية‭ ‬والرياضة‭ ‬المدنية‭ ‬رغم‭ ‬تأطير‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬المكونين‭ ‬بعدد‭ ‬لا‭ ‬يستهان‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬اتفاقيات‭ ‬الشراكة‭ ‬التي‭ ‬بقيت‭ ‬حبرا‭ ‬على‭ ‬ورق‭ ‬منذ‭ ‬عشرات‭ ‬السنين‭.‬

ومن‭ ‬بين‭ ‬المعيقات‭ ‬أيضا‭ ‬التي‭ ‬سلط‭ ‬عليها‭ ‬بوهروال‭ ‬الضوء،‭ ‬عدم‭ ‬دعم‭ ‬الرياضة‭ ‬المدرسية‭ ‬بما‭ ‬يلزم‭ ‬من‭ ‬القوانين‭ ‬الضرورية‭ ‬لتطويرها‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬البنيات‭ ‬التحتية‭ ‬والحصص‭ ‬والتمويل‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬النقل‭ ‬التلفزيوني،‭ ‬وكذا‭ ‬عدم‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالتعليم‭ ‬الابتدائي‭ ‬الذي‭ ‬تنقصه‭ ‬كل‭ ‬المقومات‭ ‬التي‭ ‬تؤهله‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬الرياضة‭ ‬نظرا‭ ‬لما‭ ‬يشكله‭ ‬من‭ ‬أعداد‭ ‬هائلة‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬الممارسة‭ ‬مع‭ ‬غياب‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬القروي‭ ‬في‭ ‬خريطة‭ ‬الممارسة‭ ‬الرياضية‭ ‬المدرسية‭ ‬لاعتبارات‭ ‬موضوعية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭.‬
‮ ‬‮ ‬
‬الرياضية‭ ‬المدرسية‭ ‬من‭ ‬الحسن‭ ‬الثاني‭ ‬إلى‭ ‬محمد‭ ‬السادس
‬لم‭ ‬تغب‭ ‬الرياضة‭ ‬المدرسية‭ ‬عن‭ ‬التوجهات‭ ‬الملكية‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الرياضي‭. ‬إذ‭ ‬يرجع‭ ‬الفضل‭ ‬في‭ ‬ترقية‭ ‬إدارة‭ ‬التربية‭ ‬البدنية‭ ‬والرياضة‭ ‬المدرسية‭ ‬من‭ ‬مصلحة‭ ‬إلى‭ ‬مديرية‭ ‬مركزية‭ ‬قائمة‭ ‬الذات‭ ‬إلى‭ ‬الملك‭ ‬الراحل‭ ‬الحسن‭ ‬الثاني،‭ ‬"كان‭ ‬ذلك‭ ‬عام‭ ‬1994‭ ‬بعد‭ ‬فشل‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭.‬

‬أما‭ ‬الفضل‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬استمرار‭ ‬مديرية‭ ‬الارتقاء‭ ‬بالرياضة‭ ‬المدرسية‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭ ‬إلى‭ ‬اليوم‭ ‬فيعود‭ ‬إلى‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬الذي‭ ‬أمر‭ ‬بإعادة‭ ‬مديرية‭ ‬الارتقاء‭ ‬بالرياضة‭ ‬المدرسية‭ ‬إلى‭ ‬مكانها‭ ‬الطبيعي‭ ‬في‭ ‬الهيكلة‭ ‬العامة‭ ‬للوزارة"‭.‬

ويستند‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬إلى‭ ‬التوجيهات‭ ‬الملكية‭ ‬التي‭ ‬تضمنتها‭ ‬الرسالة‭ ‬الموجهة‭ ‬إلى‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬المناظرة‭ ‬الوطنية‭ ‬للرياضة‭ ‬بالصخيرات‭ ‬سنة‭ ‬2008،‭ ‬والتي‭ ‬دعت‭ ‬إلى‭ ‬الارتقاء‭ ‬بالممارسة‭ ‬الرياضية‭ ‬داخل‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬وترسيخ‭ ‬قيمها‭ ‬لدى‭ ‬الناشئة‭. ‬وقد‭ ‬تعزز‭ ‬هذا‭ ‬المسار‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القانون‭ ‬الإطار‭ ‬17-51‭ ‬الخاص‭ ‬بمنظومة‭ ‬التربية‭ ‬والتكوين‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي،‭ ‬الذي‭ ‬منح‭ ‬الرياضة‭ ‬المدرسية‭ ‬مكانة‭ ‬متميزة‭ ‬ضمن‭ ‬الإصلاحات‭ ‬الجارية،‭ ‬عبر‭ ‬توفير‭ ‬الظروف‭ ‬الملائمة‭ ‬لممارسة‭ ‬الأنشطة‭ ‬الرياضية‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬تم‭ ‬اعتماد‭ ‬مسار‭ ‬"رياضة‭ ‬ودراسة"‭ ‬باعتباره‭ ‬ورشا‭ ‬استراتيجيا‭ ‬انطلق‭ ‬تنفيذه‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الاتفاقية‭ ‬الإطار‭ ‬للشراكة‭ ‬الموقعة‭ ‬أمام‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬في‭ ‬17‭ ‬شتنبر‭ ‬2018‭. ‬ويهدف‭ ‬هذا‭ ‬المسار‭ ‬إلى‭ ‬تمكين‭ ‬التلاميذ‭ ‬الموهوبين‭ ‬رياضيا‭ ‬من‭ ‬تكوين‭ ‬متوازن‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬تطوير‭ ‬مهاراتهم‭ ‬الرياضية‭ ‬وترسيخ‭ ‬معارفهم‭ ‬العلمية‭.