وزان: هل من تدارك لتصحيح أخطاء تهيئة ساحة 3 مارس؟

وزان: هل من تدارك لتصحيح أخطاء تهيئة ساحة 3 مارس؟ نموذج من مغرب السرعتين !

قبل أن تشرع مدينة طنجة في استقبال زوارها مع بداية موسم الصيف الأخير، والذين يتدفقون عليها من مختلف أنحاء الوطن ومن بقاع عدة من العالم، خرجت فعاليات مدنية وحقوقية إلى الفضاء العام للتعبير بشكل حضاري عن صدمتها جراء ما لحق من تشويه في عملية تهيئة ساحة الفاو (سور المعكازين).

لم ينزوي والي عمالة طنجة في مكتبه، ولم يغلق أذنه أمام الأصوات المدنية التي ترافعت بعدة آليات من أجل التنبيه إلى أن مشروع تهيئة الساحة ذات الرمزية التاريخية بالنسبة لأهل عروسة الشمال ولزوارها قد شابه بعض العيوب. بل انتصر للمقاربة التشاركية، فأصدر تعليماته للمصالح المختصة من أجل تدارك الأخطاء التي وقعت في ورش التهيئة، والعمل على تصحيحها في زمن قياسي، وهو ما يُعد ممارسة تحسب له.

في دار الضمانة/وزان، التي تنتمي ترابيًا إلى جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، ويشرف عليها إداريًا نفس الوالي الذي يقود عمالة طنجة، تم تنفيذ مشروع لتهيئة الشوارع والفضاءات الخضراء لتأثيث واجهة المدينة. وقد استحسنت الساكنة هذه الالتفاتة نحو مدينة كانت على هامش المشاريع المهيكلة التي استفادت منها بعض الحواضر في ذات الجهة، مما يؤكد أن الحق في العدالة المجالية لا يسير بخطوات متوازية داخل الجهة، بل بشكل متقلب!

من بين الفضاءات التي كانت جزءًا من مشروع التهيئة الذي تولت مسؤوليته عمالة الإقليم وشركاء آخرون، نذكر ساحة 3 مارس المجاورة لمقر الجماعة والتي تطل عليها إقامة النور.

تعتبر هذه الساحة واحدة من الفضاءات شبه المنعدمة في جماعة يبلغ عدد سكانها حوالي 60 ألف نسمة. إنها المتنفس الوحيد الذي تجد فيه النساء والأطفال وكبار السن بعض الراحة بعيدًا عن ضجيج البيوت والأزقة. لكن، مع الأسف، كانت الرياح تسير بما لا تشتهيه السفن.

جاء مشروع تهيئة ساحة 3 مارس معيبًا في أكثر من جانب. على سبيل المثال، النافورة الصغيرة التي تتوسط الساحة، ظل تشغيلها معطلاً منذ بداية المشروع دون حل لهذا اللغز. أما "الكراسي" الاسمنتية التي تم تثبيتها، فليس هناك بشاعة أكبر منها، ويمكن الجزم بأنها لا مثيل لها من حيث تشويه الفضاء العام على امتداد التراب الوطني. أما الطريقة الغريبة التي تم بها تثبيتها، فلا تسمح بنمو العشب الأخضر والأزهار بشكل طبيعي، وتطرح أكثر من علامة استفهام حول خبرة من وضع تصميمها!

من الصدف الغريبة أن المقاولة التي تكفلت بمشروع التهيئة أفلست، وفق بعض المصادر، مما أدى إلى توقف الورش لعدة شهور. ثم استأنفت الأشغال مع مقاولة جديدة فازت بالصفقة. كانت هذه فرصة ثمينة لتدارك العيوب التي خلفتها المقاولة السابقة، ومنها العيوب التي طالت ساحة 3 مارس والتي مسّت ذوق سكان دار الضمانة.

فهل سيحذو عامل إقليم وزان حذو الوالي/عامل طنجة ويتفاعل مع ملاحظات المهتمين بالمدينة والمترافعين من أجلها؟ هؤلاء الذين لا تحكم ملاحظاتهم وأجنداتهم سوى رغبة في المساهمة في تحسين الفعل العمومي من خلال المقاربة التشاركية. هل سيبادر بالقيام بزيارة ميدانية لفضاء ساحة 3 مارس، التي لا تبعد عن مكتبه سوى خطوات، للوقوف على الاختلالات الهندسية والجمالية التي لحقتها، ويصدر تعليماته لتداركها؟