قبل نحو 15 سنة من الآن، كنت أحزم أمتعة الرحيل عن الجزائر الحبيبة إلى مجهول لا أعرف عنه إلا إرادة الحياة التي سيطرت على كل جوارحي بعد أن سئمت المشاركة اللوجيستيكية في جرائم ارتكبتها عصابات الموت المخابراتية تحت شعار حب الوطن والدفاع عنه.... الآن وقد اتضحت دروب الحياة لدي، أشعر بكثير من الفخر والعزة بالنفس، فأنا اسم على مسمى : كريم بالنفس والأهل قبل المال. لم تخمد لي، منذ ذلك التاريخ، نيران الرغبة في إصلاح ما أفسدته حسن النوايا التي تربيت عليها.
اعترفت في تصريحات مسجلة مسموعة ومرئية و مقروءة، وبكل شجاعة وطلبت العفو والصفح من أهلي جميعا، ولم أقف عند ذلك الحد، بل وطرقت كل الأبواب لكشف جرائم تلك العصابة الباغية التي أذاقت ولا تزال بالجزائر وأهلها أبشع ألوان الجرائم، وتلقيت تهديدات متعددة بالتصفية الجسدية، بعد أن رموني بتهمة الخيانة العظمى... كل، ذلك كنت أضعه وراء ظهري، ولم تزدني غربتي إلا إصرارا على مواصلة دربي وقد كان ذلك مدعاة لكثير من أزلام تلك العصابة المجرمة التي ظلت تلاحقني أينما حللت أملا منها في ترهيبي وإسكاتي، لكنني بقيت وسأبقى واقفا شامخا كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
أقول هذا بمناسبة أعياد الميلاد المجيدة، والسنة الميلادية الجديدة 2015.. لكل هؤلاء وأولئك الذين يظنون أن قواي قد خارت، لهم جميعا ولأهلي أقول أنا على العهد باق من أجل الحرية والإعتاق والكرامة. وكل عام والجزائر بألف خير.