شاركت فاطمة المساعدي، رئيسة جمعية الوحدة للأشخاص المعاقين بالعيون، في أعمال الملتقى العربي الخامس للنساء ذوات الإعاقة الذي احتضنته العاصمة المصرية القاهرة مؤخرا، بمشاركة وفود من 18 دولة عربية وعدد من الدول الإفريقية والأوروبية.
وقالت المساعدي في تصريح إعلامي عقب مشاركتها إن حضورها في هذا الملتقى الإقليمي كان ذا أهمية كبيرة، إذ أتاح لها فرصة تبادل الخبرات وتقاسم التجارب مع نساء ذوات إعاقة من مختلف الدول، إلى جانب المساهمة في رفع الوعي بحقوق النساء ذوات الإعاقة وتعزيز تمكينهن من المشاركة الفاعلة في الحياة المجتمعية.
وأضافت أن المشاركة المغربية شكلت مناسبة لإبراز الجهود الوطنية في مجال النهوض بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، ولتسليط الضوء على التجارب المحلية التي تهدف إلى دعم استقلالية النساء والفتيات ذوات الإعاقة وتشجيع اندماجهن في سوق العمل والتعليم والتنمية المحلية.
ويأتي انعقاد هذا المؤتمر الذي نظمته المنظمة العربية للأشخاص ذوي الإعاقة بالتعاون مع جامعة الدول العربية وعدد من الجهات الإقليمية والدولية، في سياق متابعة تنفيذ العقد العربي الثاني للأشخاص ذوي الإعاقة (2023–2032) وأجندة تنمية المرأة العربية، واستناداً إلى المواثيق والاتفاقيات الدولية ذات الصلة، وعلى رأسها اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة.
وعرفت جلسات المؤتمر تقديم أوراق عمل متخصصة ناقشت قضايا محورية من بينها المشاركة السياسية، ومناهضة العنف ضد النساء ذوات الإعاقة، والتمكين الاقتصادي، ودور التكنولوجيا المساندة، إلى جانب بحث واقع المنظمات النسوية العاملة في هذا المجال.
وأكد المشاركون في ختام الملتقى ضرورة تبني سياسات عربية موحدة لحماية الحقوق الأساسية للنساء والفتيات ذوات الإعاقة، وأصدروا مجموعة من التوصيات شملت اعتماد مقاربات حقوقية ونسوية شاملة، وتعديل التشريعات لضمان القضاء على التمييز، وتخصيص ميزانيات واضحة لدعم قضايا الإعاقة، مع الدعوة إلى توسيع تمثيل النساء ذوات الإعاقة في مواقع صنع القرار.
كما دعا المؤتمر إلى تطوير السياسات الوطنية لتعزيز المشاركة السياسية والاقتصادية للنساء ذوات الإعاقة، والاستثمار في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لتوسيع فرص التعليم والعمل، بالإضافة إلى الاعتراف بلغة الإشارة العربية وتدريسها في المؤسسات التعليمية.
وفي ختام أعمال المؤتمر، أعلن المشاركون عن تأسيس الملتقى العالمي للنساء ذوات الإعاقة ليكون منصة دولية تُعنى بالدفاع عن الحقوق والقضايا المشتركة لهذه الفئة على المستوى الدولي، مع تشكيل سكرتارية مؤقتة مقَرّها المنظمة العربية للأشخاص ذوي الإعاقة في لبنان، تمهيداً لتفعيل هيكله خلال المرحلة المقبلة.