"أوريونتال ميتينغ دايز" بالناظور: جهة الشرق قطب استراتيجي للاستثمار والربط الدولي

"أوريونتال ميتينغ دايز" بالناظور: جهة الشرق قطب استراتيجي للاستثمار والربط الدولي هشام رحيوي الإدريسي، رئيس المنتدى وجانب من فعاليات المنتدى
احتضنت مدينة الناظور، يوم الجمعة 21 نونبر 2025 الافتتاح الرسمي لـ Oriental Meeting Days تحت شعار: «الشرق 2030: الاستثمار هنا، والاتصال بالعالم»، وهو موعد اقتصادي بارز مخصص للترويج للاستثمار، وتثمين المؤهلات الترابية، وتعزيز جاذبية جهة الشرق.
 
ويهدف هذا الحدث إلى ترسيخ مكانة جهة الشرق بشكل مستدام كوجهة استراتيجية للمستثمرين الوطنيين والدوليين، من خلال إبراز مقوماتها الجغرافية والبشرية والصناعية واللوجستيكية، في دينامية منسجمة مع التوجهات الكبرى لتنمية المملكة.
وقد تميز حفل الافتتاح بمداخلة ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي، التي شاركت عبر تقنية التناظر المرئي من الدار البيضاء، لتعذر تنقلها بسبب التزامات مرتبطة بأجندتها الحكومية، إضافة إلى مداخلة هشام رحيوي الإدريسي، رئيس المنتدى، وذلك بحضور الكاتب العام للولاية ومحمد بوعرورو، رئيس مجلس جهة الشرق.
 
وأبرزت هذه الجلسة الافتتاحية التعبئة المؤسساتية المحيطة بهذا الحدث، والأهمية التي تحظى بها جهة الشرق ضمن السياسات العمومية للتنمية الترابية.
 
وبهذه المناسبة، أكدت ليلى بنعلي على المكانة المحورية للجهة ضمن الاستراتيجية الوطنية للانتقال الطاقي، مشيرة إلى أن: «جهة الشرق تتوفر اليوم على البنيات التحتية الطاقية اللازمة لدعم انطلاقة اقتصادية مستدامة وتعزيز القدرة التنافسية الصناعية للمملكة».
 
كما شددت على أهمية المشاريع المهيكلة الجارية والمستقبلية، لاسيما في مجالَي الغاز الطبيعي والطاقات المتجددة، موضحة أن: «تطوير الغاز الطبيعي وإدماج الطاقات المتجددة يشكلان رافعتين أساسيتين لضمان طاقة خضراء وتنافسية ومتاحة للمستثمرين».
 
ومن خلال مداخلتها، جددت الوزيرة التأكيد على التزام الحكومة بنموذج طاقي مستدام، قادر على دعم التصنيع، وإحداث فرص الشغل، وتعزيز جاذبية المجالات الترابية.
 
وفي كلمته الافتتاحية، ذكّر رئيس المنتدى بالطموح المؤسس لهذه الدورة الأولى من «أيام اللقاءات الشرقية»، مبرزاً رغبة هذا الموعد في أن يصبح منصة مرجعية للحوار والتشاور الاقتصادي الترابي. وأضاف: «مستقبل المغرب يُبنى أيضاً هنا، على هذه الأرض الاستراتيجية الغنية بتاريخها وكفاءاتها البشرية وقدرتها على استشراف المستقبل بطموح»، مؤكداً أن: «أيام اللقاءات الشرقية تم تصورها كفضاء حقيقي للعمل، وبناء الشراكات، واتخاذ القرارات الاستراتيجية، في خدمة تنمية جهة الشرق».
 
وعبر تدخله، أبرز هشام رحيوي الإدريسي الرغبة في إرساء منظومة تعاون بين الفاعلين العموميين، والمستثمرين الخواص، والمؤسسات، والمقاولين، من أجل تحويل المؤهلات الجهوية إلى مشاريع ملموسة ومستدامة.
 
وقد خُصصت أولى محطات هذه الدورة، من خلال أول حلقة نقاش، للدور الاستراتيجي لميناء ناظور غرب المتوسط والمناطق الصناعية المندمجة، باعتبارهما دعامتين أساسيتين للوجستيك والتصنيع بجهة الشرق.
 
أما باقي المحاور المبرمجة — ولا سيما تعبئة مغاربة العالم (MDM)، وملاءمة التكوين مع التشغيل، وتموقع جهة الشرق في أفق التظاهرات الدولية الكبرى، إضافة إلى رهانات الذكاء الاصطناعي ومهن المستقبل — فسيتم تناولها طيلة اليوم الأول من «أيام اللقاءات الشرقية»، في روح من الاستمرارية والتعمق والتشاور.
 
وقد مكنت هذه الأشغال من بلورة مسارات تفكير عملية، وتعزيز شبكات التعاون، وتحديد فرص استثمار جديدة.
 
وبموازاة مواصلة أشغال «أيام اللقاءات الشرقية»، قام وفد من الفاعلين الاقتصاديين بزيارة ميدانية إلى ميناء ناظور غرب المتوسط، للاطلاع على هذا الورش الاستراتيجي الذي بلغت الأشغال به مراحل متقدمة جداً، والذي شهد مؤخراً فتحاً استثنائياً لعمليات التصدير، مما يعكس الارتقاء المتسارع للقدرات اللوجستيكية للجهة.
 
وتؤكد «أيام اللقاءات الشرقية»، بالنظر إلى الإقبال الذي عرفته، صعود جهة الشرق كفضاء حقيقي للفرص، مدعومة ببنيات تحتية مهيكلة، وحكامة ترابية معززة، وإرادة واضحة للاندماج في سلاسل القيمة الجهوية والدولية.
 
وتستمد هذه الدينامية أسسها من الرؤية المتبصرة للملك محمد السادس، وكذا من الأوراش الاستراتيجية التي أطلقها عبر التوجيهات الملكية، الرامية إلى جعل جهة الشرق قطباً مهيكلاً للتنمية والتنافسية والانفتاح على محيطها الجهوي والدولي.
 
ويندرج هذا الحدث في إطار بناء منظومة ملائمة للاستثمار المنتج، والابتكار، والتنمية المستدامة.
 
ومن خلال هذه المبادرة، تجدد الجهة التزامها بدينامية «الشرق 2030»، عبر دعم الاستثمارات المنتجة، وإحداث مناصب شغل مؤهلة، وتعزيز الإشعاع الدولي للمجال الترابي، في خدمة تنمية شمولية ومتوازنة ومتجهة نحو المستقبل.