اختتام ملتقى النقد المغربي في خدمة الآداب العربية بتكريم سعيد يقطين وسعيد فرحاوي

اختتام ملتقى النقد المغربي في خدمة الآداب العربية بتكريم سعيد يقطين وسعيد فرحاوي اختُتم الملتقى بجلسة ختامية تم خلالها تكريم كل من الدكتور سعيد يقطين والدكتور سعيد فرحاوي
أسدل الستار، الجمعة 14 نونبر 2025، على فعاليات الدورة الثالثة من ملتقى: “النقد المغربي في خدمة الآداب العربية”، الذي نظمته جمعية أصدقاء الخزانة الوسائطية ابن خلدون بخريبكة، وخصص هذه السنة للاحتفاء بالناقد والأكاديمي المغربي الكبير الدكتور سعيد يقطين، اعترافاً بمساره الفكري الحافل، وإسهاماته المتميزة في تطوير الدرس الأدبي والدراسات السردية والرقمية على الصعيدين المغربي والعربي.
 
ويأتي هذا التكريم في سياق وطني يعيش على إيقاع تخليد الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء والذكرى السبعين لعيد الاستقلال، وفي ظل الانتصارات الدبلوماسية المتواصلة التي حققها المغرب، مما منح الملتقى بعداً رمزياً يعانق قيم الوفاء للوطن والاعتراف بكفاءاته العلمية.
 
وفي تصريح له بالمناسبة، أكد الأستاذ صالح طريف، رئيس جمعية أصدقاء الخزانة الوسائطية ابن خلدون، أن تكريم الدكتور سعيد يقطين هو تكريم للفكر والمعرفة المغربية، مشيراً إلى أن النقد الأدبي يشكل ركيزة أساسية في العملية الإبداعية، لما يقدمه من إضاءة وتوجيه وقراءة معمّقة للنصوص. وقال طريف: “إن الاحتفاء بالدكتور سعيد يقطين هو احتفاء بالفكر المغربي وبالمعرفة التي ترفع منسوب الوعي وتدفع بالبحث الأدبي إلى آفاق أرحب. فالنقد ليس مجرد قراءة، بل هو مسؤولية علمية تسهم في بناء الأجيال، ويقطين واحد من أبرز الأسماء التي أثرت الحقل النقدي العربي لعقود”. وأضاف أن الجمعية تسعى من خلال هذا الملتقى إلى تعزيز الحوار الثقافي وتثمين التجارب الرائدة التي طبعت المشهد الأدبي المغربي.
 
وعرفت الجلسات الموازية للملتقى تقديم شهادات وقراءات نقدية حول مسار المحتفى به، حيث قدم الباحث سعيد فرحاوي مداخلة أبرز فيها الإسهامات النوعية ليقطين في ترسيخ الدرس السردي العربي، مشيراً إلى دوره الريادي في تطوير مناهج تحليل النصوص. كما ألقى الدكتور الشرقي نصراوي كلمة مؤثرة استحضر فيها علاقة التتلمذ الأكاديمي التي جمعته بأستاذه، مبرزاً أثر يقطين في تجديد الدراسات النقدية وتشجيع الطلبة على البحث العلمي الجاد.
 
وفي إطار البرنامج العلمي للدورة، انعقدت جلسة فكرية بعنوان “سعيد يقطين: النص التفاعلي، الأدب والرقمنة”، تناولت التحولات التي يعرفها الأدب في ظل الثورة الرقمية وما تفرضه من أساليب بحث وقراءة جديدة. وتم خلال هذه الجلسة الكشف عن العمق الفكري ليقطين باعتباره مفكراً يواكب التحولات الكبرى ويعيد صياغة المقاربات النقدية بما يلائم العصر الرقمي، وهو ما توقف عنده الدكتور الشرقي نصراوي الذي أدار النقاش بطريقة قاربت بين النظرية والتطبيق.
 
وقدّم الدكتور سعيد يقطين محاضرة محورية بعنوان “النص التفاعلي: الأدب زمن الرقمنة”، سلط فيها الضوء على النقلة النوعية التي يشهدها الأدب مع صعود الوسائط التكنولوجية، مستعرضاً أطروحاته حول “النص المترابط” وضرورة فهم الأدب كظاهرة تفاعلية تتجاوز حدود الورق. كما تطرق إلى إمكانيات الرقمنة في تحليل النصوص، لاسيما في مقاربة الخطاب القرآني باعتباره نصاً تفاعلياً مفتوحاً على لانهائية القراءات.
 
وشكل حضور يقطين في خريبكة لحظة فكرية خاصة لرواد الثقافة بالمدينة، حيث انفتح النقاش معه حول مستقبل النقد الأدبي ومسارات البحث السردي في المغرب والعالم العربي. كما عبّر المشاركون عن تقديرهم الكبير لمساره العلمي، معتبرين أن اللقاء فرصة للاطلاع على أحدث التحولات التي يشهدها الحقل النقدي، وترسيخ مكانة خريبكة كفضاء ثقافي متجدد.
 
واختُتم الملتقى بجلسة ختامية تم خلالها تكريم كل من الدكتور سعيد يقطين والدكتور سعيد فرحاوي، اعترافاً بإسهاماتهما في خدمة النقد المغربي وإغناء المشهد الثقافي الوطني والعربي، ليبقى ملتقى النقد المغربي سيظل موعداً سنوياً لترسيخ قيم المعرفة والإبداع، وجسراً لتعزيز حضور الفكر المغربي في الساحة الثقافية.