السمارة تحتضن “ملتقيات السمارة”.. فضاء جديد للحوار والتقارب بين الثقافات والأديان

السمارة تحتضن “ملتقيات السمارة”.. فضاء جديد للحوار والتقارب بين الثقافات والأديان عرفت الجلسة حضورًا وازنًا لفعاليات فكرية وثقافية ودبلوماسية من المغرب وفرنسا وعدد من الدول الإفريقية
احتضن مركز الاستقبال والندوات بمدينة السمارة،  الثلاثاء 11 نونبر 2025، الجلسة الافتتاحية لملتقيات السمارة، المنظمة تحت الرعاية الملكية، تحت شعار “حوارات حول التقاطعات وفهم الثقافات والأديان”.
 
وقد عرفت الجلسة حضورًا وازنًا لفعاليات فكرية وثقافية ودبلوماسية من المغرب وفرنسا وعدد من الدول الإفريقية.
 
وشهدت الجلسة مشاركة شخصيات بارزة، من بينها عبد الكريم بناني، رئيس مؤسسة رباط الفتح للتنمية المستدامة، وهوبير سيلان Hubert Seillan، رئيس مؤسسة فرنسا–المغرب للسلم والتنمية المستدامة، إلى جانب عدد من المسؤولين المحليين والمنتخبين وأطر المجتمع المدني.
 
ويأتي تنظيم هذه الملتقيات في إطار رؤية فكرية أعلن عنها سنة 2022، تروم جعل مدينة السمارة منصةً للحوار الثقافي والروحي ومجالاً لتقريب وجهات النظر بين الشعوب والأديان، تأكيدًا على عمقها التاريخي كمعبرٍ للتبادل الإنساني بين المغرب وعمقه الإفريقي.
 
وقد شهدت المدينة تنظيم دورات سابقة سنتي 2023 و2024، لقيت صدىً واسعًا لدى الباحثين والمهتمين.
 
استُهل اللقاء بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها أداء النشيد الوطني، ثم عُرض شريط مؤسساتي يُبرز الدينامية التنموية التي يعرفها إقليم السمارة، من أبرز مشاريعها: السمارة بدون صفيح، إنشاء الكلية متعددة التخصصات، تهيئة شارع سيدي أحمد الركيبي، تأهيل الإنارة العمومية والساحات الحضرية كساحة مكناس، المحطة الطرقية، ومشروع تصفية المياه العادمة.
 
وفي كلمة بالمناسبة، رحب إبراهيم بوتوميلات، عامل إقليم السمارة، بالضيوف الكرام، مؤكداً أن مثل هذه المبادرات تعكس روح الانفتاح والتسامح التي تميز المغرب عبر تاريخه، وتجسد فلسفة التعايش التي يدعو إليها الإسلام الحنيف والدستور المغربي.
 
وأضاف أن السمارة، التي كانت عبر العصور ملتقى للتجار والعلماء والرحالة، تواصل اليوم أداء دورها التاريخي كجسر بين الشمال والجنوب، بفضل العناية الملكية والرؤية التنموية المتكاملة التي تشهدها الأقاليم الجنوبية.
 
كما أشار العامل إلى أهمية القرار الملكي السامي القاضي بجعل 31 أكتوبر عيدًا وطنيًا سنويًا، مبرزًا أن ذلك يجسد البعد الاستراتيجي للرؤية الملكية في ترسيخ الوحدة الوطنية.
ونوّه بوتيرة الأشغال الجارية بمعبر أمكالة، الذي سيكون واجهة اقتصادية للمدينة نحو إفريقيا جنوب الصحراء، وقاطرة للتنمية وجلب الاستثمارات وتحريك العجلة الاقتصادية.
 
من جانبه، عبّر محمد سالم البيهي، رئيس المجلس الإقليمي للسمارة، عن اعتزازه باستضافة الإقليم لهذه الملتقيات التي تؤكد مكانة السمارة كمجال يحتضن الفكر والحوار، مستعرضًا مقطعًا من مؤلفات الدكتور عبد الكريم بناني في إشارة رمزية إلى عمق الفكر الوطني وأصالته.
 
كما توقف مولاي إبراهيم الشريف، رئيس جماعة السمارة، عند الدينامية المتسارعة التي تعرفها المدينة في السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى التحول الكبير الذي لمسه الزوار مقارنة بالعام الماضي، سواء في البنيات التحتية أو في المشهد الحضري العام.
 
وفي كلمته، أكد هوبير سيلان أهمية هذه الملتقيات في إشعاع قيم التسامح والتعايش بين الثقافات والأديان، مثمنًا مستوى التنظيم وحفاوة الاستقبال، ومشيرًا إلى أن العالم اليوم في حاجة ماسة إلى مبادرات من هذا النوع، حيث تُبنى الجسور بين الشعوب على أساس المعرفة والاحترام المتبادل.
 
واختُتم اللقاء بكلمة عبد الكريم بناني، الذي عبّر عن اعتزازه بالنجاحات التي تحققها المملكة على الصعيدين الدبلوماسي والتنموي، مشيدًا بالقرار الملكي المتعلق بإقرار يوم 31 أكتوبر عيدًا وطنيًا، لما يحمله من رمزية في ترسيخ الذاكرة الوطنية واستشراف المستقبل.
 
وبروحٍ من الأمل والتطلع، اختُتمت الجلسة الافتتاحية على وعدٍ بمواصلة النقاش في الجلسات والندوات المبرمجة طيلة الفترة الممتدة من 11 إلى 15 نونبر الجاري، ترسيخًا لمكانة السمارة كمنارة للتلاقي الثقافي والديني، وفضاء متجدد للحوار الإنساني في خدمة السلم والتفاهم بين الشعوب.