وجّه عبد الله البقالي، عضو المجلس الوطني الفدرالي والرئيس السابق للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، مراسلة إلى رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية عبّر فيها عن استغرابه من عدد من القرارات التنظيمية التي اتخذها المجلس الوطني الفدرالي في اجتماعه الأخير، معتبراً إياها مخالفة لمقتضيات النظام الأساسي للنقابة.
وأكد البقالي في مراسلته رفضه لما وصفه بـ"القرارات غير الشرعية"، منتقداً طريقة تشكيل لجنة التحكيم والأخلاقيات، وبعض التعيينات التي اعتبرها في حالة "تعارض مصالح"، داعياً إلى تصحيح الوضع واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة. وفيما يلي نص المراسلة.
"تناهى إلى علمي أن المجلس الوطني الفدرالي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية في اجتماعه المنعقد يوم السبت الماضي، اتخذ مجموعة من القرارات التنظيمية ، ضمنها تشكيل لجنة التحكيم و الأخلاقيات و التي سبق للمؤتمر الوطني التاسع للنقابة أن كلفني برئاستها .
و بالنظر إلى الأهمية البالغة التي تكتسيها القرارات المتخذة فإنني أحرص على إبداء الملاحظات التالية:
أولا: أسجل عدم احترام المقتضيات القانونية خصوصا النظام الأساسي للنقابة في التعامل مع مؤسسة المجلس الوطني الفدرالي ، بما يمثل تجاوزا خطيرا ، ذلك أن الفقرة الأخيرة من الفصل الرابع عشر للقانون الأساسي للنقابة تنص صراحة على عقد دورة عادية للمجلس الوطني الفدرالي مرة كل ستة أشهر ، و الحال أن المجلس لم يعقد إلا اجتماعين في سنتين ،و اجتماع واحد فقط خلال سنة 2025 .و بالتالي فإن الإخلال بهذا المقتضى كان سببا في تعطيل أهم مؤسسة في النقابة، مما يجعل من قراراته فاقدة للشرعية .
ثانيا: علمت أن اجتماع المجلس الوطني الفدرالي المنعقد يوم السبت الماضي اتخذ قرارات تأديبية ، من تجميد عضوية و غيره ، و الحال أنه لا يوجد أي مقتضى قانوني في القانون الأساسي للنقابة يخول هذه الصلاحية التأديبية للمجلس الوطني الفدرالي .
وأعتقد أنه لا يغيب عليكم أن التأديب منظم بمسطرة قانونية تضمن حقوق جميع الأطراف إذ تفرض إحالة ما يتوصل به المكتب التنفيذي من شكايات و تظلمات، مرفقة بالحجج، وتجاوزات إلى لجنة التحكيم والأخلاقيات التي تتكلف بمعالجة ما يحال إليها بما في ذلك الاستماع لأطراف القضية ، واتخاذ ما تقدره ملائما طبقا لقوانين النقابة ، لذلك فإني أعلن لكم أنني فوجئت بهذا الخرق الفظيع و التجاوز الخطير ، و بالتالي أعلن رفضي المطلق لما اتخذ من قرارات فاقدة للشرعية القانونية.
ثالثا: سبق لي في الاجتماع الثاني للمجلس الوطني الفدرالي الذي انعقد قبل سنة أن أعلنت عدم موافقتي على حصر مهمة لجنة التحكيم و الأخلاقيات و في إطار استشاري يفرغ هذه المؤسسة من أي محتوى ويجردها من أية مصداقية و يحولها إلى ملحقة تابعة لرئاسة النقابة، ويفقدها الاستقلالية و تصبح فيها قيادة النقابة منفلتة من المراقبة ، و مرة أخرى أجدد لكم هذه القناعة .
رابعا: سبق لكم أن أعلنتم في نهاية أشغال الاجتماع الثاني للمجلس الوطني الفدرالي أنكم ستكشفون عن أعضاء لجنة التحكيم والأخلاقيات في غضون الأيام القليلة التي تلت ذلك الاجتماع. والحال أنكم لم تمتثلوا لهذا الالتزام و بالتالي تسببتم في تعطيل عمل هذه اللجنة لمدة سنة كاملة، بما مثل تعطيلا متعمدا لعملها، إنضافت إلى سنة أخرى منذ انعقاد المؤتمر .
خامسا: جرت الأعراف والتقاليد أن يجري رئيس النقابة مشاورات و تنسيقا، مسبقا، مع رئيس اللجنة فيما يتعلق بتشكيلها و تسمية اعضائها، والحال مرة أخرى أنكم لم تفوا بهذا الالتزام الأخلاقي بما يمثل تجاوزا لرئاسة اللجنة ، وهذا ما لا يمكن قبوله.
سادسا: عينتم ضمن تشكيل لجنة التحكيم و الأخلاقيات شخصا يوجد في حالة تنافي ،و يتعلق الأمر ب خالد الكيراوي الذي هو عضو فاعل في الجمعية الوطنية للإعلام و الناشرين، و تتذكرون أنكم عاينتم مشاركته، كمؤتمر بصفته ناشرا، في الجمع العام للجمعية قبل أكثر من سنة، و الذي ألقيتم خلاله كلمة باسم النقابة في جلسته الافتتاحية. و أستحضر في هذا السياق أنكم كنتم وراء إلغاء عضوية أعضاء من النقابة تبث انتماءهم إلى تنظيمات مهنية أخرى، خاصة وأن الأمر يتعلق بمالك مقاولة وليس أجيرا .
لذلك لن أقبل بعضوية شخص ناشر ينتمي إلى تنظيم خاص بالناشرين ، ليس إلى لجنة التحكيم و الأخلاقيات ، و لكن الانتماء إلى النقابة أصلا .
سابعا: تابعنا باستغراب كبير جدا تعمدكم الإقدام على اتخاذ العديد من التدابير و القرارات الهامة بصفة فردية و دون احترام لمقتضيات القانون الأساسي للنقابة ، كان آخرها التنسيق مع تنظيمات سبق للمجلس الوطني الفدرالي و لجميع أجهزة النقابة حظر التعامل معها لأنها تضم أشخاص غير مهنيين وهم بذلك مصنفون في خانة منتحلي الصفة، وربط اتصالكم بمنظمات دولية في موضوع لا علاقة لها به .
لكل هذه الأسباب و غيرها كثير فإني أعلن لكم رفضي المطلق التعامل مع هذا الوضع الغير قانوني ، و أنتظر منكم تصحيحا عاجلا لها و إلا سأكون مضطرا لاتخاذ ما يقتضيه الأمر من تدابير و قرارات" .