تشكل المحمية الملكية إلى جانب كل من بحيرة زيما، والسدود، والمغارات...، مواقع بيولوجية وأيكولوجية تؤثث المجال الحمري، وتختزن مشاهد بانورامية وثروات طبيعية وحيوانية تسر الناظرين. 
حين تطأ قدماك فضاء المحمية، تشدك جمالية المكان، وما يخيم عليه من هدوء وسكون، مشبعين بطمأنينة روحية، يسمو معها منسوب صفاء النفس في تجلياته الروحانية، وما يترتب عن ذلك من تغدية لأجسام منهكة بالمشاهد الإسمنتية التي أصبحت تخدش جمالية الأمكنة. 
 جمالية المكان بما يحتويه من مشاهد طبيعية وكائنات حية، تمارس جاذبية تخور أمامها قوى الزوار، فيتحولون إلى عشاق مدمنين على زيارته. 
 
ومع تعدد الزيارات، تتعدد مشارب الوصول إلى المحمية، ومع كل زيارة، يحقن الجسد بجرعات منشطة تنسيه ما يهدده من وهن، ويتغدى الفكر بما تمنحه الطريق من مشاهد، وتراث معماري، يترجم التاريخ التليد للمنطقة، الذي طاله الإهمال والنسيان، فتآكل بفعل التجاهل وعوائد الزمن.  
 
 أنشأت هذه المحمية سنة 1952 بمنطقة مصابيح الطالعة ب (جماعة سيدي شيكر) على مساحة 1987 هكتار، للحفاظ على "غزال دوركاس" المحلي النادر والمهدد بالانقراض، وصنفت كموقع ذو منفعة بيولوجية وإيكولوجية. 
وهي تعد من بين أقدم محميات الحيوانات الأرضية بالمغرب، غابتها الطبيعية من شجر السدرة، إضافة إلى أشجار الطلح (الحضن الدافئ لغزال دوركاس)، وأشجار الكاليبتوس، ونباتات شوكية أخرى تتحمل الجفاف.   
 
وتكون هذه المحمية، الوسط المفضل ل "غزال دوركاس" بحكم تنوع تضاريسها، وارتفاعها الذي يصل إلى 300م، وامتدادها الكبير، والسكون الذي يخيم على أرجائها. ويشكل "غزال دوركاس" المتميز بصغر حجمه، وفرو دافق وسلس بصبغة سمراء شاحبة مع حزام قاتم على مستوى الخصر، النوع البارز والأصيل داخل المحمية، إذ يتميز بصلابته وقدرته على التكيف مع المناطق الجافة، ويعيش في شكل مجموعات صغيرة، ويتميز بالنشاط في الصباح والمساء.  
 
وإلى جانبه توجد مجموعة من الحيوانات نذكر منها: الخنزير البري، الثعلب، الأرنب البري، القنفد ... إلخ، اللقلاق، الصقر، الكروان العسلي، السمنة، الحجل ... إلخ، السلحفاة، العلجوم، الحرباء، الثعابين، السحليات، وعدة زواحف أخرى. 
 
هذا الفضاء الطبيعي ينطقه سياج يمتد على مسافة 24 كلم أغلبه من السلك، ويتم ولوجه عبر مدخل رئيسي يوجد بالجزء الغربي من المحمية في اتجاه الطريق الإقليمية 3341 الرابطة بين اليوسفية وسيدي شيكر، وعند تجاوزه تجد بناية عبارة عن مركز للتكوين والاستقبال، وغير بعيد عنه في اتجاه الشرق تتواجد ثلاثة منازل لكل من المسؤول عن المحمية وحارسين. أما باقي المساحة فتتواجد بها ثلاثة آبار و36 مشرب مياه. و22 كلم من المسالك، و3 أبراج للمراقبة بعلو عشرة أمتار. 
 
وإذا كانت الساكنة وقطيع الغنم، يشكلان تهديدا لتطور النظام الإيكولوجي للمحمية، فإن التدخل الفوضوي والرعي الجائر وقطع الخشب والقنص بدون ترخيص، يشكلون عوامل تحد من تزايد أعداد قطيع غزال الدور كاس، الذي عرف تراجعا في السنوات الأخيرة. 
 
هذا الموقع البيولوجي والأيكولوجي، الغني والثري بما يتمتع به من ثروات طبيعية وكائنات حية، في حاجة إلى تحويله إلى فضاء سياحي، يساهم في خلق تنمية مستدامة بالجماعة الترابية سيدي شيكر.