تشهد مخيمات الصحراويين، بعد تسريب مسودة قرار مجلس الأمن حول الصحراء، حالة غليان وارتباك وغضب في صفوف قيادات جبهة البوليساريو وأنصارها، عقب تسريب مسودة القرار الأممي المقبل، الذي تضمّن إشارة واضحة إلى مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب، باعتبارها الحل الواقعي والنهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء.
لقد نزل الخبر كجلمود صخر حطّه السيل على المخيمات، فعمّ الانقسام بين من صدّق الأمر واعتبره هزيمة سياسية ودبلوماسية لجبهة البوليساريو، وبين من ساوره الشكّ فحاول التخفيف من وقع الصدمة.
غير أن موجة من الاتهامات والتخوين سادت أوساط قادة الجبهة، حيث وُجّهت أصابع الاتهام إلى القيادة الحالية بالعجز التام والفشل الذريع في تحقيق أي مكسب سياسي أو دبلوماسي. كما اعتبر كثيرون أن قضية الصحراء ليست سوى «دكان» تتاجر من خلاله قيادة البوليساريو بمعاناة سكان المخيمات، وتوزع عليهم وهماً اسمه «القضية الوطنية».