في سياق التوتر المتصاعد الذي يعرفه قطاع التعليم بجهة الدار البيضاء – سطات، خرج المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم، العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل، ببلاغ ناري حمل لهجة احتجاجية قوية، متهما الأكاديمية الجهوية بالتقاعس والتواطؤ إزاء الاختلالات التدبيرية الخطيرة التي تعرفها عدد من المديريات الإقليمية التابعة لها، وعلى رأسها الجديدة وسيدي بنور وسطات والمحمدية.
وأكد المكتب الجهوي في بلاغه أن الأكاديمية الجهوية لم تقم بدورها الرقابي والتدخلي رغم توالي البيانات والاحتجاجات الصادرة عن المكاتب الإقليمية، والتي نبهت مرارا إلى حجم التجاوزات والتلاعبات في تدبير الموارد البشرية والمالية والإدارية، معتبرا أن هذا الصمت المريب من طرف الأكاديمية يرقى إلى مستوى التواطؤ مع بعض المديرين الإقليميين الذين تورطوا في ممارسات تضرب في العمق مبدأ الحكامة الجيدة والانصاف الإداري.
وأشار المكتب الجهوي إلى أن الأكاديمية وبعض مديرياتها الاقليمية بالجهة تعتمد سياسة الانتقائية في التفاعل مع الملفات وتنهج أسلوب المماطلة والتسويف، مما أدى إلى ضياع حقوق فئات واسعة من نساء ورجال التعليم، بل وفاقم حالة الاحتقان التي تهدد السلم الاجتماعي داخل المنظومة التربوية بالجهة.
كما ثمن المكتب الجهوي نضالات المكاتب الإقليمية والحركات الاحتجاجية التي خاضتها الشغيلة التعليمية خلال الأسابيع الأخيرة، مؤكدا دعمه المطلق لها واعتبارها تعبيرا صادقا عن حجم الغضب من سوء التدبير الذي تعرفه بعض المديريات.
وطالب البلاغ وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالتدخل العاجل لـ وضع حد للفساد الإداري والمالي والتربوي الذي ينخر عددا من المديريات بالجهة، مؤكدا أن استمرار الوضع الحالي يهدد مستقبل المدرسة العمومية بالجهة التي تتذيل منذ سنوات ترتيب الأكاديميات الجهوية على الصعيد الوطني.
وفي خطوة تصعيدية، أعلن المكتب الجهوي عن عقد ندوة صحفية يوم الخميس 30 أكتوبر 2025 ابتداء من الساعة الحادية عشرة صباحا بقاعة نادي نساء ورجال التعليم بمدينة الجديدة، سيسلط خلالها الضوء على تفاصيل الاختلالات والخروقات التي تم توثيقها من طرف المكاتب الإقليمية، كما سيتم خلالها الإعلان عن برنامج نضالي جهوي تصعيدي ستتبناه النقابة لمواجهة التواطؤ والتجاهل الذي تواجه به الأكاديمية مطالب الشغيلة التعليمية.
وختم المكتب الجهوي بيانه بتجديد دعوته لكل المناضلات والمناضلين إلى الوحدة والتضامن ورص الصفوف استعدادا لمحطة نضالية جديدة أكثر قوة ووضوحا، من أجل الدفاع عن كرامة نساء ورجال التعليم وصون المدرسة العمومية من العبث الإداري والفساد الذي أصبح سمة مقلقة بعدد من المديريات التابعة للأكاديمية الجهوية لجهة الدار البيضاء – سطات.
جانب من الوقفة الاحتجاجية