صادق المؤتمر الوطني الثاني عشر لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، المنعقد يوم السبت 18 أكتوبر 2025 بمدينة بوزنيقة، على تعديل القانونين الأساسي والداخلي بما يسمح بتمديد فترة ولاية الكاتب الأول إدريس لشكر، الذي سيواصل قيادة الحزب لمرحلة جديدة بعد تصويت أغلبية بلغت 1611 مؤتمرا مقابل معارضة محدودة لا تتجاوز 26 صوتا.
وجاء قرار التمديد بعد مصادقة المؤتمر على ملتمس المجلس الوطني، القاضي بجعل قاعدة التمديد شاملة لمختلف الأجهزة الحزبية، من المكتب السياسي إلى الفروع المحلية، في خطوة وصفها الداعمون بأنها تضمن استقرار القيادة وتؤمّن وحدة المعارضة خلال مرحلة سياسية دقيقة.
وبرر قياديون استقت جريدة "انفاس بريس" موقفهم، خطوة التمديد لولادة رابعة لادريس لشكر، بأنها "استجابة لمطلب واسع من القواعد التنظيمية"، معتبرين أن الظرف السياسي الراهن يقتضي الإبقاء على قيادة موحدة تقود مرحلة الإصلاح الداخلي والاستعداد المبكر للاستحقاقات التشريعية لسنة 2026.
وأكد إدريس لشكر في كلمته بالمناسبة أن قرار التمديد "نتاج إرادة تنظيمية جماعية"، متعهدا بتجديد الهياكل وإطلاق برامج انفتاح على الأجيال الجديدة لتعزيز التواجد الميداني للحزب.
ويراهن الاتحاد الاشتراكي من خلال هذا المسار على ترميم تماسكه الداخلي وتطوير أدائه داخل المعارضة، في ظل تحديات سياسية تتعلق بإعادة تموقع القوى التقدمية واستعادة دورها داخل البرلمان والمشهد الحزبي بعد تراجع حضورها خلال السنوات الأخيرة.
في المقابل، أثارت خطوة التمديد انتقادات داخلية من بعض الأعضاء في حزب "الوردة"، الذين رأوا فيه "مساسا بمبدأ التداول الديمقراطي المنصوص عليه في أدبيات الحزب" و"تكريسا للقيادة الأبدية". وانتقد معارضون غياب منافسين جدد على رئاسة الحزب، معتبرين أن التعديلات طرحت بشكل يخدم هدف التمديد ويعيق عملية تجديد النخب.
وأكدت هذه الأصوات أن الحفاظ على التوازن بين الاستقرار التنظيمي والتجديد الديمقراطي يمثل التحدي الأبرز أمام القيادة المقبلة، خاصة في ظل تنامي مطالب القواعد بفسح المجال أمام الوجوه الشابة وإعادة الثقة داخل الصف الاتحادي.
ويرى متابعون أن قرار التمديد يمثل محطة مفصلية في إعادة رسم توازنات المعارضة السياسية بالمغرب، إذ يمنح الاتحاد الاشتراكي قدرة أكبر على المناورة واستثمار رصيده التجريبي في مواجهة الأغلبية الحكومية المقبلة. ومن المرجّح أن يشكل هذا التمديد نقطة ارتكاز لإعادة بناء تحالفات اليسار ومراجعة خطابه السياسي سعيا لاستعادة موقع مؤثر في المشهد الوطني.
منير الكتاوي