يقدم الزميل الصحافي البشير زناكي، تحليلا للاحتجاجات الشبابية الأخيرة التي قادها "جيل زيد" في المغرب، معتبراً إياها دليلاً قاطعاً على فشل الدولة في وظائفها الأساسية المتعلقة بالتعليم والصحة والعدالة.
ويستعرض الصحافي ازناكي كيف أن هذا الجيل أصبح يحمل على عاتقه مسؤولية ضخمة لإحداث التغيير، داعيا إياه إلى الإبداع ونبذ العنف لتحقيق أهدافه.
واستفاض البشير زناكي، في النقطة التالية بقوله: "إن أحد العناصر التي أضعفت المجتمع المغربي باستمرار وشكلت مواقع اختناق لطموحاته هي رفض النظام السياسي الذي نعيش فيه التعايش مع المعارضات الاجتماعية والسياسية التي لا تخضع لإرادته ورفضه التام باستمرار لكل المكونات المدنية والاقتصادية والسياسية والدينية التي تود الاعتماد على استقلاليتها الذاتية وحريتها الخاصة في الاختيار، وقد أدى هذا الإمعان إلى بناء كثير من الطابوهات المصطنعة التي تنهك الضمير الجمعي للبلاد، كما فرض على المنظومة تغذية أنماط الريع والفساد والمبالغة في التسلط مؤديا إلى الإفراغ المتواصل لمصداقية وثقة المؤسسات بكافة أشكالها، وتقويض كل الرصيد القيمي لكل النخب القائمة، بل حتى للبلاد برمتها، وقد تميزت العشرية الأخيرة في المغرب بالضبط بالاستهانة بالمطالب الاجتماعية عامة ومهاجمتها مباشرة وبالخصوص بقطاعات الصحة والتعليم من خلال الخوصصة الواسعة لهما، وتحويلهما لموقع لامتصاص مداخيل غالبية المجتمع لفائدة أثرياء البلاد وشركائهم الأجانب، هذا بينما رصع ادعاء الدولة الاجتماعية المزعومة كل خطاب الدولة الرسمي بشكل استفزازي وتم عمليا إسكات الأصوات المؤسساتية التي تحاول التنبيه للاختلالات أو الدعوة لإصلاحها، وهذا يا للأسف هو مغرب اليوم الذي ضاقت شبيبته بمعوقاته المتوالية.