أيها الشباب المغربي الواعي والذكي، "الفايق والعايق"، انتبهوا جيدا إلى هذه الإشارات الفاضحة:
1- الجزائر تُبدي حقدها وحسدها، بكل وضوح، وبمنتهى البجاحة، إزاء اختيار المجتمَعَيْن الإفريقي والدولي المغربَ لاحتضان نهائيات كأس إفريقيا وكأس العالم لكرة القدم، برسم دورتَيْ 2025 للأولى، و2030 للثانية،؛ وإزاء المواقف الإقليمية والجهوية والدولية المتنامية والمؤيدة لجهود حماية وحدتنا الوطنية والترابية؛
2- الإعلام الجزائري، المراحيضي، يركز على مدار أشهر غير قليلة، على ما يسمّيه "سوء أحوال المغرب والمغاربة اقتصاديا واجتماعيا وحقوقياً"، وكأن الجزائر هي الوصية على تأمين الحياة الرغيدة للشعب المغربي، أو كأنها جنة الازدهار الاقتصادي والاجتماعي والحقوقي، في وقت يُصنَّف الشعب الجزائري فيه ضمن أكثرِ شعوب المنطقة والعالم فقراً وخصاصاً وتهميشاً، وأشَدِّها تَضَرُّراً من النهب الممنهَج، والسرقة الموصوفة، والمتاجَرة بكل المبادئ والقِيَم؛
3- النظام الجزائري، جرّب وما زال يجرب كل وسائل نشر الإحباط والسوداوية، في أوساط اليوتيوبر المغاربة، عن طريق استغلال رخيص ودنيء لوسائل التواصل الاجتماعي، واللااجتماعي، وتحريك بعض البيادق والخونة، من أصحاب الكوفية من المغاربة، داخل المملكة وخارجها، لنشر المزيد من مشاعر التذمّر وتغذيتها بكل الوسائل، بما في ذلك تَصَيُّد حالات الارتخاء والتعثر والعبث التي تخرج إلى العَلَن بين الحين والآخر بسبب تكاسل بعض المسؤولين عن القيام بواجباتهم المهنية والوظيفية، في قطاعات حيوية كالصحة والشغل والسكن والتعليم... ثم الركوب على ذلك لتأجيج الغضب الشعبي، الذي له ما يبرره بالفعل، وتحويله إلى قنابل موقوتة يعمل الذباب الإلكتروني، المخابراتي الجزائري، على توجيهه عن طريق انتحال هُوِيَّات مغربية مزيَّفة تدعو إلى التظاهر الاحتجاجي، مع البدء في المدن التي ينفجر فيها الخصاص، كما حدث في أكادير، التي شهد أحد مستشفياتها العمومية فضائحَ لا يُنكرها إلى جاحد أو معتوه!!
4- النظام الجزائري، لم يَكْفِه إنجاب ابنته اللقيطة، البوليساريو، وشراء ذمم الأنظمة الإفريقية الذليلة لجعلها جمهورية وهمية، وتمكينها من مقعد غير مستحَق، داخل اتحاد إفريقي يحاول بالكاد أن يستفيق من سباته الشتوي الطويل... أقول لم يكفه ذلك، فجمع شرذمة من خونة الخارج، ذوي الأصول الريفية، وصنع منهم حزباً في غاية الانحطاط والرداءة يحاول أن يضع به حجراً جديداً وإضافياً في حذاء الوحدة الترابية المغربية؛
5- النظام الجزائري، هو الذي أنتج مؤخراً حركة مريبة، من المرجح أنها ذات أصول مخابراتية تنتمي لذلك الجار الوقح، وسيّئ السمعة، تحمل من الأسماء "جيل z"... لاحظوا أن استعمال الحرف اللاتيني "z" كان دائماً ولا يزال من الشعارات التي درج الذباب الإلكتروني الجزائري على استعمالها، سواء تعلق الأمر بالنشرات الإخبارية المتعلقة بذلك البلد، أو بالمواقف المعبَّر عنها من لدن الذباب الإلكتروني الجزائري ذاته، والتي منها ما يناصر نظام العساكر العجزة ومنها ما يعارضه، حتى صار الحرف "z" إشارة قطعية إلى كل ما هو "إعلامي جزائري"؛
6- النظام الجزائري، انطلق في مرحلة موالية إلى تكييف الشارع المغربي، ودائماً باستعمال ذبابه الإلكتروني والمخابراتي لأسماء وهُوِيات مغربية منتحَلة، لإثارة احتحاجات تبدو في أساسها مغربية، وبطبيعة الحال، ونظرا لوجود شبابٍ مغربيٍّ أصيلٍ يشتعل غضباً من الأداء الهجين لقطاعات اجتماعية تمسّ حياته اليومية، وتشعره فعلاً بالإحباط، بل منها ما يدفعه إلى المزيد من اليأس والقنوط... أقول، نظراً لهذه الظروف العصيبة التي يعيشها هذا الشباب بالفعل، فإنه لم يجد مندوحة من الانخراط فيما يعتقده "حركة شبابية مغربية قُحَّة"، فخرج إلى الشارع ليطالب بحقوقه، التي لا ينازعه عليها أحد من حكماء الأمة المغربية، وبذلك تسنى لبيادق مخابرات عبلة أن يصبّوا المزيد من الزيت على نار الغضب الشبابي والشعبي، الذي ينبغي التأكيد، مرة أخرى ومرات متكررة، على أن له ما يبرره بالفعل، على مستوى أداء حكومي انخرط كلياً في الاستعداد للتظاهرتين الكرويتين الإفريقية والعالمية، فترك زوايا مظلمة كثيرة لم تنل حقها من الاهتمام والعناية، حتى صار عندنا مغربان: أحدهما يهيّئ ويحتفي مُسْبَقاً بالاستحقاقات الإفريقية والعالمية القائمة والقادمة؛ وثانيهما يتفرج على ذلك من مواقع طالتها ظُلمةُ النسيان، والإهمال، والتهميش واللامبالاة!!
أيها الشباب المغربي، المواطِن والنبيه والمتفرد في ذكائك ووطنيتك وغيرتك على وطنك وأهلك ومكاسبك، لك كامل الحق في أن تقلق وتغضب، وفي أن تعبر عن ذلك بكل الوسائل المشروعة والتي لا ينازعك فيها أحد، وأن تُبدِيَ في وَضَحِ النهار رفضَك للأداء المتردّي لقطاعات تمس معاشك ومعيشتك، وتقض مضجعك، وتسدّ آفاق المستقبل في وجهك، كتلك التي انفجرت فضيحتها في مستشفى أكادير، وفي مواقع أخرى غير قليلة يلحقك فيها الضرر والقهر...
لكن، عليك أن تنتبه إلى أن نِضالَك المشروع وغضبَك المبرَّر، إنما يستغلهما أعداءُ هذا الوطن، من داخله وخارجه على السواء، وما أكثرهم في المحيط المغاربي خاصة، وكل أملهم أن يُحوّلوا حركاتك الاحتجاجية السلمية إلى وجهات أخرى وأفعال اعتباطية غير محسوبة العواقب؛ وكل أملهم أيضاً، ليس أن يخدموك أو يسعوا في تلبية انتظاراتك وتحقيق أمنياتك، بل أن يُوقِفوا المسار الإنمائي الذي اتخذه وطنُك رغم كيدهم ومحاولاتهم المستمرة للنيل منه بأي وسيلة وبكل الوسائل!!
الأمر ليس مجردَ ظاهرة عابرة سينتهي أوانُها بعد حين، بل هو موضوعَ تكالُبٍ حقيقي لكل اعداء هذا الوطن وهذه الأمة، الذين يقتلهم الحسد والحقد وهم يروننا نبتعد عنهم إلى الأمام في مختلف مجالات التنمية، بلا غاز، وبلا نفط، ماعدا سواعد شبابنا الذيين كانوا دائماً وسيظلون مفخرة هذا الوطن وأمله في تحقيق المزيد من النجاحات والمكتسبات...
هناك رحاءً أخيراً ولكنه تنبيه في غاية الخطورة والأهمية: طالبوا بحقوقكم سلميا وبلا مزايدات، لكن ضعوا في حُسبانكم أن المؤسسة الملكية كانت وستبقى دائما وابداً خطّاً أحمر من غير المقبول لايٍّ كان أن يتحاوزه أو يعبث به لأن ذلك دونه دماء المغاربة، الذين جمعتهم بهذه المؤسسة وبالحالس على عرشها آصرة رَحِمٍ لا تنفص عُراها مهما كانت الظروف والتحديات!!
هذه مبادئُنا وقِيَمُنا التي اِفْتَدَيْناها بدمائنا وأنفسنا على امتداد الحقب، وذاك منبعُ افتخارنا ومصدرُ اعتزازنا على مر العهود، ولذلك كَثُرَ حُسَّادُنا... وكما يقول إخواننا في أرض الكنانة: "عين الحسود فيها عود"!!!
محمد عزيز الوكيلي/ إطار تربوي متقاعد