محمد العلوي: هناك مجموعة من التحديات تواجه تجربة المدرسة الرائدة

محمد العلوي: هناك مجموعة من التحديات تواجه تجربة المدرسة الرائدة محمد العلوي، الكاتب الجهوي للمنظمة الديمقراطية للتعليم بالدار البيضاء - سطات
المدرسة‭ ‬الرائدة‭ ‬هي‭ ‬مؤسسات‭ ‬تعليمية‭ ‬تعتمد‭ ‬نموذجا‭ ‬تربويا‭ ‬يجمع‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬أفضل‭ ‬ممارسات‭ ‬التعليم‭ ‬التقليدي‭ ‬وأحدث‭ ‬تقنيات‭ ‬الرقمنة،‭ ‬وفقًا‭ ‬للوثائق‭ ‬الرسمية‭ ‬لوزارة‭ ‬التربية‭ ‬الوطنية‭ ‬والتعليم‭ ‬الأولي‭ ‬والرياضة‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬الوزير‭ ‬السابق‭ ‬بنموسى،‭ ‬بحيث‭ ‬تمثل‭ ‬مشروعًا‭ ‬تربويًا‭ ‬ذا‭ ‬جودة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬طريقة‭ ‬تنزيله‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الشكل‭ ‬والمضمون،‭ ‬بطريقة‭ ‬سلسة‭ ‬كما‭ ‬وكيفا،‭ ‬ويعتمد‭ ‬بالأساس‭ ‬على‭ ‬التعلمات‭ ‬الأساس‭ ‬ويتم‭ ‬تنزيله‭ ‬عبر‭ ‬مراحل‭.‬

يعتمد‭ ‬هذا‭ ‬النموذج‭ ‬على‭ ‬أربعة‭ ‬ركائز‭ ‬أساسية‭ ‬وهي:
 
1‭ ‬- التدريس‭ ‬وفق‭ ‬مقاربة‭ ‬T.A.R.L‭ ‬وهي‭ ‬مقاربة‭ ‬علاجية‭ ‬للتعثرات‭ ‬المسجلة‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬المتعلمين‭.‬
 
2‭ ‬- التدريس‭ ‬وفق‭ ‬منهاج‭ ‬يتم‭ ‬عبر‭ ‬أستاذ‭ ‬متخصص‭ ‬يتلقى‭ ‬تكوينًا‭ ‬خاصًا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬كفايات‭ ‬تربوية‭ ‬لتحقيق‭ ‬الاستثمار‭ ‬الأمثل‭.‬

‭ ‬3‭ ‬- التدريس‭ ‬الناجع‭ ‬عبر‭ ‬مقاربة‭ ‬تعتمد‭ ‬استراتيجية‭ ‬ومنهجية‭ ‬خاصتين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬النجاعة‭.‬

4‭ ‬- الجودة‭ ‬باعتبارها‭ ‬عنصرًا‭ ‬أساسيًا‭ ‬لتحقيق‭ ‬التميز‭ ‬للمؤسسة‭. ‬
 
‭ ‬أما‭ ‬الأهداف‭ ‬فتتلخص‭ ‬فيما‭ ‬يلي:
 
‭ ‬تحسين‭ ‬جودة‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬العمومية،‭ ‬ورفع‭ ‬مستوى‭ ‬التحصيل‭ ‬مع‭ ‬تقليص‭ ‬الفوارق‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬الفئات‭ ‬التعليمية،‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬الهدر‭ ‬المدرسي‭ ‬ومحاربة‭ ‬الانقطاع‭ ‬المبكر،‭ ‬وتطوير‭ ‬كفايات‭ ‬التلاميذ‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬المعرفية‭ ‬والمهارية‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬الاختلالات‭ ‬الاجتماعية‭.‬
 
يرمي‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬التنموي‭ ‬إلى‭ ‬الرفع‭ ‬من‭ ‬الانفتاح‭ ‬وتطوير‭ ‬مهارات‭ ‬التلميذ‭ ‬الفكرية‭ ‬والنقدية‭ ‬والإبداعية،‭ ‬مع‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تمكينه‭ ‬من‭ ‬مواكبة‭ ‬التطورات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬الحديثة‭.‬
 
أما‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الخصائص،‭ ‬فهي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬تعليمية‭ ‬حديثة‭ ‬تعد‭ ‬عمودًا‭ ‬فقريًا‭ ‬باستعمال‭ ‬أدوات‭ ‬الرقمنة‭ ‬ومنصات‭ ‬التعلم‭ ‬الإلكتروني (LMS)،‭ ‬وتقنيات‭ ‬متقدمة‭ ‬مثل "IoT" (إنترنت‭ ‬الأشياء)،‭ ‬واعتماد‭ ‬موارد‭ ‬رقمية‭ ‬مثل‭ ‬الكتب،‭ ‬التطبيقات،‭ ‬والمكتبات‭.‬

‭ ‬هناك‭ ‬تحديات‭ ‬تتمثل‭ ‬أساسًا‭ ‬في‭ ‬نقص‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الرقمية،‭ ‬مشاكل‭ ‬الصيانة‭ ‬والتحديث‭ ‬المستمر،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تحديات‭ ‬بشرية‭ ‬ومالية‭ ‬وبيداغوجية،‭ ‬لأن‭ ‬التنزيل‭ ‬يمر‭ ‬عبر‭ ‬مراحل‭ ‬ولا‭ ‬نعلم‭ ‬مدى‭ ‬نجاحها‭ ‬مستقبلا،‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬أنها‭ ‬تظل‭ ‬تجربة‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬تعميمها‭ ‬على‭ ‬جل‭ ‬المؤسسات‭ ‬العمومية،‭ ‬حيث‭ ‬بدأت‭ ‬بالتعليم‭ ‬الابتدائي‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المؤسسات‭ ‬فقط‭. ‬وهذا‭ ‬يعد،‭ ‬حسب‭ ‬المختصين،‭ ‬عملية‭ ‬شبه‭ ‬فاشلة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الكم‭ ‬والكيف،‭ ‬علمًا‭ ‬أن‭ ‬الرؤية‭ ‬الاستراتيجية 2015-2030‭ ‬لم‭ ‬تعتمد‭ ‬هذه‭ ‬المقاربة،‭ ‬ولا‭ ‬القانون‭ ‬الإطار‭ ‬51.17،‭ ‬ولا‭ ‬خارطة‭ ‬الطريق 2022-2026‭. ‬ لكن‭ ‬الوزير‭ ‬السابق‭ ‬ضمنها‭ ‬في‭ ‬ورقة‭ ‬تم‭ ‬اعتمادها‭ ‬بطريقة‭ ‬غير‭ ‬واضحة‭ ‬ضمن‭ ‬خارطة‭ ‬الطريق‭.‬

ومع‭ ‬اقتراب‭ ‬سنة‭ ‬2026،‭ ‬يظل‭ ‬التساؤل‭ ‬قائمًا:‭ ‬هل‭ ‬الوقت‭ ‬كافٍ‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التعميم،‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬السياسيين‭ ‬الجدد‭ ‬سيكون‭ ‬لهم‭ ‬رأي‭ ‬مغاير‭ ‬يجعل‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية-التعلمية‭ ‬تبقى‭ ‬في‭ ‬مخاضها‭ ‬السرمدي‭ ‬الأبدي؟