تحتضن المدرسة العليا للتربية والتكوين ببرشيد (جامعة الحسن الأول) الدورة التاسعة للمؤتمر الدولي حول التراث الأحفوري خلال الفترة الممتدة بين 24 و28 شتنبر 2025، وذلك بمركز الاستقبال والمؤتمرات بسطات.
وتسعى الأهداف الرئيسية لهذه الدورة، حسب المنظمين، إلى عرض وتبادل نتائج الأبحاث الجديدة في مجالات الجيولوجيا، وعلم الأحافير، والآثار، وما قبل التاريخ، خاصة تلك المرتبطة بالمواقع الأحفورية والأثرية. كما تهدف إلى تقديم طرق وتقنيات وأدوات حديثة للتقييم والجرد العلمي لهذا التراث الطبيعي.
وفي السياق ذاته، سيتم التركيز على تقديم استراتيجيات وبرامج جديدة لحماية هذا التراث وتثمينه، إلى جانب تعزيز التعاون بين الباحثين والفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين عبر العالم. ويوازي ذلك الحرص على توعية المجتمعات المحلية والسلطات وإشراكها في جهود الحماية، من خلال إنشاء محميات ومتاحف وجيوباركات.
ومن بين المحاور الأساسية أيضاً، تقييم الأنشطة المنجزة بناءً على توصيات الاجتماعات السابقة ومواصلة النقاش حول الأهداف المحددة، إضافةً إلى مناقشة الجانب القانوني المتعلق بحماية التراث الجيولوجي، واستعراض الإنجازات التي تحققت والعمل على تعزيز المكتسبات.
ولا يغفل البرنامج البعد التربوي، إذ سيتم التطرق إلى الإشكالية المرتبطة بتعليم علم الأحافير في الجامعات، حيث أصبح هذا التخصص مهدداً بالاندثار، شأنه شأن الأحافير التي تشكل موضوع دراسته.
ويأتي تنظيم هذه النسخة بعد الاجتماع السابق (RIV3P8) الذي عقد في الجديدة سنة 2023، إذ أصبحت "اللقاء الدولي لتثمين وحماية التراث الأحفوري (RIV3P)" يحمل اسم "المؤتمر الدولي حول التراث الأحفوري (ICPH)"، ليصبح حدثًا مخصصًا للتراث الأحفوري والأركيولوجي، يُعنى بالتواصل وتبادل المستجدات في مواضيع تتعلق بالحفاظ على التراث الجيولوجي والأحفوري والأركيولوجي وتثمينه.
ستكون الدورة التاسعة للمؤتمر الدولي حول التراث الأحفوري ملتقى للباحثين الوطنيين والدوليين، والفاعلين والنشطاء في الميدان الاقتصادي والاجتماعي، وكذلك المشرّعين المتخصصين في التراث الجيولوجي والأحفوري والأثري. كما سيكون فرصة للطلبة والباحثين في بداية مسيرتهم لبناء علاقات مع مختلف الأطراف والخبراء. وتُعد هذه الدورة أيضًا مناسبة لجمع مختلف أجيال علماء الأحافير المغاربة لمناقشة تأسيس جمعية تضم مجتمع علماء الأحافير المغاربة.
جدير بالذكر أن حماية وتثمين التراث الطبيعي، وخاصة التراث الأحفوري والأركيولوجي، تُعد من بين الأولويات الرئيسية للعديد من الدول والمؤسسات عبر العالم، بما في ذلك الأمم المتحدة من خلال برامج اليونسكو.
وقد أدرج المغرب هذه الأهداف ضمن استراتيجية وطنية من خلال اعتماد "الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة" في عام 2010، وهي خطوة مشجعة نحو الحفاظ على المواقع الجيولوجية المغربية، وخاصة المواقع الأحفورية، التي يشتهر بعضها عالميًا بتنوع وجودة الأحافير الاستثنائية.