الولايات المتحدة الأمريكية والقوات المسلحة الملكية المغربية (FAR) نفذتا مؤخراً التمرين السنوي الأول للاستجابة للكوارث، تحت إسم "ماروك مانتليت 2025". وقد شارك في هذا التمرين في الرباط ما يقرب من ثلاثين جندياً وضابط طيران من الحرس الوطني لولاية يوتا، إلى جانب القوات المسلحة الملكية المغربية، واللجنة الوطنية للاستجابة النووية والإشعاعية والبيولوجية والكيميائية (NRBC)، والحماية المدنية، ووزارة الداخلية، والمديرية العامة للأمن الوطني (DGSN).
ويأتي هذا التدريب في إطار تعاون ثنائي مستمر منذ ما يقرب من عشر سنوات، يعكس التزام البلدين بتعزيز القدرات المشتركة في مجال الاستعداد لمواجهة الكوارث.
ويُعتبر تمرين ”ماروك مانتليت“ الحدث التدريبي الأبرز الذي يركز على الاستعداد والاستجابة للكوارث المدنية والعسكرية، حيث يجمع فرقا متعددة التخصصات لمحاكاة سيناريوهات أزمات واقعية والتعامل معها بفعالية. وقد شملت النسخ السابقة، بما في ذلك نسخة 2024، جهوداً متكاملة في مجالات متعددة مثل مكافحة الحرائق، والاستجابة للكوارث الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية (CBRN)، وعمليات البحث والإنقاذ، والرعاية الطبية الطارئة، وتثبيت الهياكل، إضافة إلى استخدام الأنظمة الجوية بدون طيار (UAS) لأغراض المراقبة والتنسيق أثناء حالات الطوارئ.
وبناءً على النجاحات السابقة، ركز تمرين ”ماروك مانتليت 2025“ على تطوير استراتيجيات الاستجابة للكوارث، بما في ذلك الوقاية، والتصدي للحوادث الطارئة، والتنسيق المبكر بين وحدات الجيش، وتعزيز التعاون في المجال الإنساني، بالإضافة إلى توظيف التكنولوجيا الحديثة مثل الطائرات بدون طيار لدعم سرعة الاستجابة وتعزيز فعالية القيادة الميدانية.
وفي هذا السياق، قال المقدم آدم شيرمان، الضابط المسؤول عن مجموعة الحرس الوطني لولاية يوتا المشاركة في المغرب هذه السنة : ”يشرفنا أن نشارك في ماروك مانتليت هذا العام، كما كنا نشارك كل عام منذ 2013.
وتهدف مشاركتنا إلى تعزيز شراكتنا مع القوات المغربية، وعرض واختبار التقنيات والمعدات الحديثة، والعمل جنبا إلى جنب مع الشركاء من مختلف الهيئات في مجالات البحث والإنقاذ، ومكافحة الحرائق، والخدمات الطبية، ومواجهة التحديات ذات الطابع الكيميائي والبيولوجي والإشعاعي والنووي".
ويجسد تمرين ماروك مانتليت المكانة الريادية المتنامية للمملكة المغربية في مجال الاستجابات الإنسانية الطارئة على الصعيد الإقليمي. كما أنه يعكس التزام الطرفين بتعزيز مبدأ تقاسم الأعباء ويشجع على التوافق العملياتي بين
القوات الأمريكية والمغربية، بما يتماشى مع أولويات القيادة الأمريكية في أفريقيا (USAFRICOM) الهادفة إلى بناء شراكات إقليمية أكثر صلابة واستدامة، وقادرة على الاعتماد على قدراتها الذاتية.
وعقب انتهاء التدريب، ستقوم الوحدات المشاركة، بما في ذلك وحدة الإغاثة والإنقاذ المغربية، بتنفيذ تدريبات إضافية للتحقق من النتائج وترسيخ أفضل الممارسات، لضمان استمرار ية القدرات المكتسبة بعد انتهاء فترة التدريب، وترجمتها إلى نتائج ملموسة يمكن مشاركتها مع الشركاء للاستفادة منها على الصعيدين الوطني والإقليمي.