تشكل اللقاءات المتعددة التي جمعت عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، بمسؤولي الأجهزة الأمنية الفرنسية، أحد الأعمدة الصلبة في العلاقات الثنائية بين الرباط وباريس. فمنذ أحداث باريس الإرهابية سنة 2015، انتقل التعاون الأمني بين البلدين إلى مستوى استراتيجي، قوامه تبادل المعلومات والتنسيق العملياتي المباشر لمواجهة التحديات العابرة للحدود.
28 يونيو 2024 زيارة حموشي إلى باريس.
في أعقاب الهجمات الإرهابية التي استهدفت العاصمة الفرنسية يوم 13 نونبر 2015، والتي خلفت أكثر من 130 ضحية، انتقل وفد أمني مغربي رفيع المستوى إلى باريس، يضم عبد اللطيف حموشي وياسين المنصوري، برفقة وزير الداخلية آنذاك محمد حصاد. هذه الزيارة عكست سرعة استجابة الرباط لتعزيز التعاون الأمني مع فرنسا، خاصة في مجال مكافحة الإرهاب.
ومنذ سنة 2015، سُجلت سبع محطات كبرى جمعت حموش، المسؤول الأمني المغربي بنظرائه الفرنسيين، توزعت بين الرباط وباريس وليون. ويظهر من خلال هذه الكرونولوجيا أن معدل اللقاءات بلغ مرة واحدة على الأقل كل سنتين، مع تسجيل تكثيف ملحوظ ابتداءً من 2023، حيث عُقدت أربع لقاءات خلال عامين فقط.
بين 2015 و2022 اقتصرت اللقاءات الكبرى على مناسبتين اثنتين فقط، بينما منذ 2023 إلى شتنبر 2025 شهد التعاون طفرة نوعية بواقع خمسة لقاءات في أقل من ثلاث سنوات. هذا الارتفاع يفسر بـ:
- تصاعد التهديدات الإرهابية خصوصاً في منطقة الساحل والصحراء.
- إدراك باريس لأهمية الخبرة المغربية في مجال مكافحة التطرف والجريمة المنظمة.
- تحول المغرب إلى شريك أمني لا غنى عنه في المعادلة الأورومتوسطية.
لم تقتصر اللقاءات على زيارات ثنائية رسمية، بل شملت:
- جلسات عمل مغلقة لتقييم التعاون الاستخباراتي.
- حضور في مناسبات مؤسساتية ورمزية مثل احتفالات ذكرى تأسيس الأمن الوطني.
- مشاركة في ملتقيات متعددة الأطراف مثل اجتماعات الأنتربول.
هذا التنوع في القنوات يعكس طابعاً مؤسسياً ومنتظماً للتعاون، بعيداً عن الطابع المناسباتي.
تؤشر القراءة الإحصائية لهذه الكرونولوجيا على أن العلاقات الأمنية بين المغرب وفرنسا انتقلت من التعاون الظرفي عقب هجمات 2015، إلى تنسيق استراتيجي منتظم منذ 2023. وهو ما يجعل من “الدبلوماسية الأمنية” اليوم إحدى الركائز الأكثر صلابة في العلاقات الثنائية.
حموشي خلال استقباله في الإلزيه
نونبر 2015
انتقل أمنيون مغاربة، وعلى رأسهم ياسين المنصوري مدير «لادجيد»، وعبد اللطيف الحموشي مديرالأمن الوطني و«الديستي»، رفقة محمد حصاد وزير الداخلية، إلى فرنسا، وذلك في سياق تعميق التعاون الأمني بين البلدين، وفي سياق ملء التعهد المغربي بتقديم المساعدة إلى الفرنسيين لكسر شوكة داعش التي علقت بحلق مدينة الأنوار على دفعتين، كانت آخرها الضربة التي أودت بحياة أكثر من 130 شخصا في هجمات باريس يوم 13 نونبر 2015.
12 يوليوز 2017
استقبلت فرنسا عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني والمدير العام للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بقصر الاليزية. وقد التقى عبد اللطيف الحموشي هناك بعدة مقربين من الرئيس الفرنسي ومستشاريه بالإضافة الى ماكرون نفسه .وقد حضر هذا اللقاء العديد من الشخصيات رفيعة المستوى داخل فرنسا لمناقشة العديد من القضايا الاستراتيجية التي تهم فرنسا والمغرب خصوصا ما يتعلق بالأمن في البلدين وخصوصا الإرهاب.
14 دجنبر 2023
استقبل المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني عبد اللطيف الحموشي، بمدينة الرباط، نيكولا لورنر Nicolas Lerner، المدير العام للأمن الداخلي بالجمهورية الفرنسية، والذي أجرى زيارة عمل إلى المملكة المغربية. وقد عقد الطرفان جلستا عمل، الأولى زوال الخميس والثانية صباح الجمعة 14 و15 دجنبر 2023، ناقشا خلالهما تقييم التعاون الاستخباراتي والأمني بين المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية، وتدارسا كذلك آليات التنسيق العملياتي في القضايا الأمنية ذات الاهتمام المشترك.
17 ماي 2024
استضافت المديرية العامة للأمن الوطني خلال الافتتاح الرسمي لاحتفالات ذكرى 68 لتأسيس الأمن الوطني، و"صوفي هات" مديرة التعاون الدولي الأمني بوزارة الداخلية الفرنسية.
26 يونيو 2024
بدعوة رسمية من مسؤولي الأجهزة الأمنية الفرنسية، حل المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني عبد اللطيف حموشي، خلال الفترة الممتدة من 26 إلى 28 يونيو 2024، بالجمهورية الفرنسية ضمن زيارة عمل، التقى خلالها بنظرائه في كل من الشرطة الوطنية والأمن الداخلي والأمن الخارجي بفرنسا، وبحث معهم آليات تدعيم التعاون الثنائي في مختلف المجالات الأمنية ذات الاهتمام المشترك.
3 شتنبر 2024
شارك المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، خلال يومي 3 و4 شتنبر 2024، في أشغال الاجتماع الثامن للأنتربول لرؤساء الأمن والشرطة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والذي انعقد بمقر المنظمة الدولية للشرطة الجنائية-أنتربول بمدينة ليون الفرنسية.
المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، ترأس وفد المملكة المغربية المشارك في أشغال هذا الاجتماع الأمني، الذي ضم رؤساء أجهزة الأمن والشرطة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بالإضافة إلى دول جزر القمر وجيبوتي والصومال والسودان وموريتانيا.
11 شتنبر 2025
استقبل المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني عبد اللطيف حموشي، بالرباط، المديرة العامة للأمن الداخلي الفرنسي "سيلين بيرتون"، التي كانت مرفوقة بوفد أمني رفيع المستوى.
وانصبت المباحثات بين حموشي ونظيرته الفرنسية حول سبل تطوير آليات التعاون الثنائي في المجال الأمني، فضلا عن تعزيز الشراكة بين البلدين لمواجهة التحديات الأمنية القائمة التي يفرضها المحيط الدولي والإقليمي، لاسيما المخاطر الإرهابية في مناطق التوتر عموما، ومنطقة الساحل والصحراء على وجه التحديد.
كما تطرقت المحادثات الثنائية بين الجانبين بحسب ذات المصدر إلى ضرورة تدعيم العمليات الأمنية المشتركة بين مصالح الأمن الداخلي المغربية ونظيرتها الفرنسية، باعتبارها أثبتت في عدة مناسبات فعاليتها في تحييد جملة من التهديدات الإرهابية على المستويين الإقليمي والدولي.