أفاد التقرير السنوي للمركز الفيدرالي للهجرة ببلجيكا (ميريا)، الصادر يوم 18 شتنبر 2025، أن المهاجرين المغاربة ما زالوا يشكلون أحد المكونات الأساسية للهجرة الاقتصادية والدراسية، رغم التراجع الطفيف الذي عرفته بلجيكا في هذا المجال منذ سنة 2022، وخاصة في جهتي فلاندرز وبروكسيل.
وأوضح التقرير أن سوق العمل البلجيكية، التي تعاني خصاصاً حاداً في اليد العاملة المؤهلة، سجلت سنة 2024 انخفاضاً في عدد التأشيرات طويلة الأمد الممنوحة لأسباب مهنية بنسبة 9% مقارنة مع 2023. وفي هذا السياق، جاء العمال المغاربة في المرتبة الثالثة بـ 700 تصريح عمل، بعد الأتراك (1378 تصريحاً) والهنود (1351 تصريحاً).
وأشار التقرير إلى أن عدد الطلبات الأولى للحصول على "التصريح الوحيد لمدة محددة" تراجع بدوره بـ7%، خاصة في فلاندرز وبروكسيل، حيث فقد العمال المغاربة بعض مواقعهم أمام الأتراك والهنود. غير أن الوضع في جهة والوني اتسم بالاستقرار، إذ حافظ المغاربة هناك على موقعهم، بينما تضاعف حضور الأتراك.
وعلى صعيد العمل المستقل، يبرز التقرير أن العمال المغاربة تصدروا سنة 2024 قائمة المسجلين من خارج الاتحاد الأوروبي في لوائح المعهد الوطني للضمان الاجتماعي "Inasti"، بحضور بلغ 3797 عاملاً مستقلاً، ما يعكس دينامية خاصة لهذه الجالية في مجال ريادة الأعمال والأنشطة الحرة.
أما في ما يتعلق بالهجرة الدراسية، فقد منحت بلجيكا سنة 2024 أكثر من 11 ألف تأشيرة إقامة طويلة المدى من أجل الدراسة. واحتل الطلبة المغاربة المرتبة الثانية بـ1032 تأشيرة، بعد الطلبة الصينيين (1399 تأشيرة)، متقدمين على باقي الجنسيات، ما يعكس استمرار المغرب كمصدر رئيسي للطلبة الجامعيين في بلجيكا.
وبالإضافة إلى ذلك، لفت التقرير إلى أن الهجرة الاقتصادية عرفت تحولات أخرى مهمة، أبرزها الارتفاع الكبير في نسبة العمال غير الأوروبيين الملتحقين ببلجيكا من دول أوروبية أخرى لتقديم خدمات مؤقتة، إذ ارتفعت نسبتهم إلى 21% سنة 2024 مقابل 4% فقط سنة 2016، وهي فئة تضم عدداً من العمال المغاربة أيضاً.