سعيد ودغيري حسني: السماء تُمطر غضبًا هل تشرق شمس "الناتو العربي"؟

سعيد ودغيري حسني: السماء تُمطر غضبًا هل تشرق شمس "الناتو العربي"؟ سعيد ودغيري حسني
في فجر يقطعه هدير الطائرات ضربت إسرائيل قلب الدوحة لتسقط معها آخر أوراق التوت عن وجه السلام. غارة استهدفت قيادات حماس أسفرت عن مقتل ستة أشخاص بينهم خمسة من الحركة وضابط أمن قطري في خطوة وصفها رئيس الوزراء القطري بالإرهاب المنظم.
 
في خضم الأزمة عادت مصر لتطرح فكرة الناتو العربي قوة عسكرية مشتركة للدفاع السريع ضد أي اعتداء. هذه المبادرة التي كانت حبيسة الأدراج منذ تسع سنوات تجد الآن صدى أكبر في ظل التهديدات المتزايدة. الدول العربية التي لطالما تباينت مواقفها قد تجد في هذه القوة المشتركة وسيلة لحماية مصالحها وأمنها القومي.
 
في قمة الدوحة يسعى القادة العرب والإسلاميون إلى صياغة موقف موحد ضد العدوان الإسرائيلي. مسودة القرار تدين الهجوم وتعتبره تهديدًا لجهود التطبيع لكنها لا تذهب إلى حد اتخاذ إجراءات انتقامية ملموسة. الهدف هو الضغط على إسرائيل لوقف التصعيد والعودة إلى طاولة المفاوضات.
 
الهجوم على قطر الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة يثير تساؤلات حول مصير التحالفات الإقليمية. الدول الخليجية مثل الإمارات والسعودية قد تجد نفسها أمام خيارات صعبة بين الحفاظ على علاقاتها مع الغرب أو تعزيز التعاون مع جيرانها العرب. التحولات في المواقف قد تؤدي إلى إعادة تشكيل الخريطة السياسية في المنطقة.
 
في السيناريو الأول قد يولد الناتو العربي من رماد الصمت ويصبح قوة ردع حقيقية لكل من تسول له نفسه الاعتداء على أي دولة عربية. في السيناريو الثاني قد يكتفي القادة العرب بالضغط السياسي والدبلوماسي على إسرائيل عبر مجلس الأمن والأمم المتحدة لإيقاف العدوان وحماية المدنيين. في السيناريو الثالث قد نشهد تحالفات إقليمية جديدة تخلق توازنًا بين القوى الإقليمية وتفرض لغة الحوار والتهدئة على الأطراف المتصارعة. في السيناريو الرابع قد تتعثر المبادرات بسبب الانقسامات الداخلية والخلافات السياسية ويستمر العدوان في تهديد الأمن القومي العربي.
 
بينما تتعالى الأصوات المطالبة بالوحدة والرد المشترك يبقى السؤال هل ستتحول هذه الدعوات إلى واقع ملموس. الظروف الحالية قد تكون فرصة لإعادة بناء الثقة وتعزيز التعاون العربي لكن التحديات كبيرة والطريق طويل. ما بين الحلم والواقع يبقى الأمل في أن تشرق شمس السلام على المنطقة وتُطفئ نار الفتنة والعدوان
يا سماء لا تخرسي فوق الدوحة
صوت الغيم يصرخ غضبًا في الفضاء.
هب الريح من صحراء العرب
يحمل وعد القوة ووصايا الشجعاء.
قطر يا قلب الوساطة والكرامة
لم يزل السيف يهدد عروش السلام
لكن في عيون الأشقاء شعلة
تضيء الطريق بين الظلام
قد يولد الناتو العربي من رماد الصمت.
قد يُرفع لواء الوحدة فوق كل خطب.
وتغدو الموانئ والقلاع مرسى
لحلم لا يزول في صدور العرب
قد تتجسد القوة في حلفٍ موحد.
قد تتحقق العدالة في وقف العدوان
قد يشع نور التعاون بين العواصم
ويصبح الحلم واقعًا لا يزول