إن غياب أيقونات الموسيقى التقليدية من المهرجانات هو تغييب للطرب الذي بدونه لا يمكن أن نؤسس لرؤية جمالية من خلالها نتواصل مع باقي الحساسيات الموسيقية العالمية، فباكستان البلد العريق في ٱسيا استطاع أن يقتحم أكبر المهرجانات العالمية بموسيقى "القوالي" كشكل من أشكال الموسيقى الصوفية التي كانت تتوطن مزارات التعبد وأضحت بفعل إجتهاد فرحت خان، أن تكون شدى موسيقي يمتزج بالروك ويتم الإعتماد عليه في الكثير من الأفلام السينمائية.
إن تغييب الكثير من الشيوخ الذين يعتد بهم في الموسيقى التقليدية كالشخ ولد الصوبة الذي يعتبر من أمهر العازفين على الكمان والحائز على إمكانية أداء كافة ألوان العيطة المغربية بإتقان وحساسية فنية قل نظيرها.
هو أمر فيه تغييب لكافة الشيوخ سواء من أسفي أو الحوز أو خريبكة أو تافيلالت أو الشمال أو الرباط.
كما تغييب الشيخة "زعزع" هو تغييب لكافة الفنانات اللواتي ارتبطنا بالموسيقى التقليدية ارتباطا روحيا.
إن الكثير من الفنانين والفنانات لا يمكن التحدث عن التراث اللامادي في جانبه الموسيقي دون استحضارهم فهم روح الشدى الذي يرسم أفقنا الفني في المدى، وبهذا يختلفون عن رجع الصدى الذي يمحوه النسيان بسرعة كما التقليعة ورذاذ الندى.
إن هذا الأمر لا يستحق منا أكثر من وقفة سواء من فعاليات المجتمع أو من المؤسسات ذات الصلة. وخلق نقاش عمومي لغاية رد الإعتبار لموسيقانا التقليدية من خلال الإهتمام بشيوخها وشيخاتها ومنهم كذلك فئة الشباب التي اختارت مسارها الفني من خلال الإرتباط بالموسيقى التقليدية.