تأتي هذه السلسلة من الحوارات مع بعض المشاركين من الوفد الطلابي من روسيا الاتحادية الذين أبدوا عن رغبتهم في تقاسم انطباعاتهم وتجربتهم، وذلك لإبراز جدوى فعالية الدورة التكوينية الصيفية في تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية، التي تنظمها كلية أصول الدين بتطوان بشراكة مع مركز الثقافة العربية "الحضارة" بروسيا الاتحادية، في تعزيز التعاون الأكاديمي والثقافي بين المملكة المغربية وروسيا الاتحادية. وكذا تقديم هدية من خلال هذا الحوار لتبقى ذكرى في مستقبل مسارهم التأهيلي. وفي هذا السياق، كانت هذه الإطلالة الثانية مع الطالب أنصار ابن مراط من خلال الحوار التالي :
بداية، نرحب بك أنصار . ونشكرك على قبول الدعوة. نود في مستهل هذا الحوار أن تعرف بنفسك للقارئ العربي عموما، والقارئ المغربي خصوصا. ثم، حدثنا عن ظروف التحاقك ببرنامج الدورة التكوينية؟
أنا اسمي أنصار ابن مراط، أدرس في جمهورية كازاخستان في الجامعة الأوراسية الوطنية، بكلية الاستشراق في الصف الثالث.
أولا، رأيت إعلانا لمركز "الحضارة" عن فترة التسجيل في البرنامج الصيفي على موقع التواصل الاجتماعي "إنستغرام"، فاهتمت بذلك كثيرا، وفهمت أنها فرصة جيدة جدا لي. وثانيا، لكي أدرس اللغة العربية. وثالثا، لكي أتعرف على ثقافة أبعد بلد عربي عن بلادنا. ورابعا، فإنها تجربة حياتية كبيرة جدا سوف تفيدني في الحياة المستقبلية. وبهذه الطريقة وصلت إلى هذه الدورة التدريبية.
ما رأيك في محتوى برنامج الدورة التكوينية في اللغة العربية والثقافة المغربية بشكل عام؟
بشكل عام، البرنامج الخاص بدراسة اللغة العربية والثقافة المغربية كان غنيّا للغاية. في كلية أصول الدين بتطوان لم ندرس اللغة فحسب، بل قرأنا أيضا نصوصا عن الثقافة المغربية. ولقد بذل الأساتذة جهدا كبيرا لنقل المعارف وإيصالها إلى جميع الطلاب. كما كانت الرحلات إلى المدن والمباني الثقافية الكثيرة للتعرّف على الثقافة نفسها منظَّمة بشكل جيّد. وقد شمل البرنامج دراسة اللغة العربية إلى جانب التعريف بالثقافة المغربية.
في هذه الدورة التكوينية الصيفية، ماهي المهارات التي اكتسبتها ؟
لقد اكتسبت خلال هذه الدورة التدريبيّة مهارات لغويّة وحياتيّة على حدّ سواء. أولا، طوّرت معرفتي في مجال قواعد اللغة العربيّة بفضل أساتذة ذوي خبرة كبيرة. كما بدأت أفهم النّصوص والكلمات بشكل أكبر، وبفضل الممارسة في شوارع المغرب أصبحت أتلقّى الكلام العربي بشكل أفضل. أما من ناحية المهارات الحياتيّة فقد أصبحت أكثر استقلاليّة وحصلت على خبرة كبيرة.
وكانت هذه الدورة التدريبية هي الأولى لي في بلد عربي. لقد اكتسبت خبرة كبيرة في اللغة وغير ذلك. ولن أتوقف عند هذا الحد، بل سأواصل التعرّف على بلدان العالم العربي أكثر فأكثر. أعتقد أن هذه الدورة منحتني دفعة كبيرة لدراسة هذه البلدان، مما يمكّنني من بناء مسيرتي المهنية بحماس أكبر.
ما أكثر شيء جذب انتباهك في الثقافة المغربية خلال هذه الدورة؟
أكثر ما لفت انتباهي في الثقافة المغربية هو كرم الضيافة لدى المغاربة، واحترامهم للتقاليد، بالإضافة إلى غنى تراثهم الثقافي. وقد أُعجبت بشكل خاص بالمطبخ المغربي والموسيقى والعمارة في المدن القديمة.
في الختام، ما الكلمة التي تود أن توجهها لكل من كلية أصول الدين ومركز الثقافة العربية "الحضارة"؟
أولا، أود أن أشكر مركز "الحضارة" على هذه الفرصة والتجربة الثمينة، وعلى التنظيم الجيد والاهتمام بالتفاصيل.
ثانيا، شكرا لجميع أساتذة كلية أصول الدين على كل ما قدموه من مساهمة وعلى المعرفة التي نقلوها لنا.
إلياس التاغي، منسق نادي اللغات والتواصل الحضاري، التابع لشعبة اللغات والثقافة والتواصل بكلية أصول الدين بتطوان.